مَركِبٌ بِلاَ شِراعْ.. بقلم ولاء شهاب

رِفْقًا بي يا وهمٌ …
فَأَنْتَ المُسْتَحِيلُ،
الَّذِي لَا يُمْكِنُ الوُصُولُ إِلَيْهِ،
وَأَنَا الغَرِيقُ،
الَّذِي يَرَاكَ طَوْقَ النَّجَاةِ…
فَلَا المُسْتَحِيلُ سَيُصْبِحُ يَوْمًا مُمْكِنًا،
وَلَا الغَرِيقُ سَيَنْجُو بِدُونِ غَوْثٍ…
أَيْقَنْتُ أَنَّ الهَلَاكَ فِي النِّهَايَةِ،
سَيَكُونُ مَصِيرِي…
وَلِمَ لَا؟!
فَقَدْ أَنْزَلْتُ شِرَاعِي،
وَأَلْقَيْتُ بِمِجْدَافِي فِي اليَمِّ،
قَبْلَ أَنْ تُبْحِرَ مَرْكَبِي نَحْوَكَ،
ظَنًّا مِنِّي أَنَّكَ المَرْسَى وَالمُسْتَقَرُّ،
وَأَنَّ المَسَافَةَ بَيْنَنَا قَرِيبَةٌ،
كَالقَلْبِ وَالوَرِيدِ…
فَيَا لِلْخَيْبَةِ وَسُوءِ الحَظِّ!!
فَالبَحْرُ كَانَ فِي أَوْجِ مَدِّهِ،
وَالأَمْوَاجُ عَاتِيَةٌ،
وَالرِّيَاحُ كَانَتْ إِعْصَارًا هَائِجًا،
يَقْتَلِعُ الأَشْجَارَ مِنْ جُذُورِهَا،
وَيَطِيحُ بِهَا بِلَا رَحْمَةٍ،
فَتَسْقُطُ صَرِيعَةً فِي الحَالِ “…..
“وَهَكَذَا… كُنْتَ الإِعْصَارَ الَّذِي اجْتَثَّ كُلَّ
شَيْءٍ حَيٍّ فِيَّ!”
…ولاء شهاب