مقالات
أجمل الناس..!!

بقلم ياسر سعيد
الصحفي بالأهرام
من بين البشر جميعاً يتصدرون المشهد دائماً حتي لو أبعدتهم أيدي الزمن لبعض الوقت..
إنهم أولئك أصحاب الأرواح الحية النقية التي لا تنطفيء أبداً مهما حاصرها ظلام المشهد واجتمع الخذلان معه لإخمادها بعنف..
،،،،،،
لا يُجيدون سوي صناعة الأحلام وتحقيقها بقلوب متوهجة وعيون تلمع بالضوء الذي يُكابر العتمات..!!
يحملون من الطُهر والجمال والبصيرة ما يكفي زاداً لطريق الحياة الطويل، ورغم هذا فإن أعقد أخطائهم وأشدها وطأة هي خيالهم الراقي عن بعض من رافقوهم الرحلة حين توسموا فيهم حاجتهم المنشودة للاطمئنان وحُسن الصحبة، ليكتشفوا في منتصف الطريق أن هؤلاء لا يمتلكون شيئاً من هذا وأن كل ما يحملونه تجاههم مجرد معيار فيزيائي محض لقياس قدرتهم القصوي علي العطاء الأبدي المنفرد..!!
،،،،،،
اكتشفوا فأدركوا، وأدركوا فأبصروا، وأبصروا فعلموا أنهم لأنفسهم السند والمتكأ، وأن الحب والحنان والرحمة قد يتواجدون في سكينة الليل وأحاديث الصمت والقلم بأكثر مما يمتلك البعض من البشر..!!
لم يتوقفوا بعد صدمتهم، واصلوا السير كمن يشق جبالاً من الوجع بأظافره في سكون مطبق، جاهدوا منفردين لأنهم آمنوا بأن الأحلام لا تُمنح بل تُنتزع من قلب الواقع، وأن التعب الذي في أجسادهم والمرار الذي في أنفسهم والغصة التي في حلوقهم.. كل ذلك أوفي كثيراً من أولئك الذين ادعوا الرفقة، وأصدق من كل الكلمات الكاذبة التي كانت تقال معها..
لم تنتهِ بهم الحياة ولم تتوقف الأرض عن الدوران حين أمسكوا الألم بيدين عاريتين إلا من جميل يقينهم بالله سبحانه وتعالي..
لم يشيروا إلي أنفسهم وإنما فعل الآخرون صوب نجاحهم حين شاهدوهم بشراً مجرداً وليس مشروعاً يتم تفصيله بالهوي والغرض والاستنزاف.. اقتربوا ينشدون فيهم الإنسان.. فقط الإنسان..
هم لا يشبهون ما يريده البعض لهم.. يشبهون أنفسهم، إنهم أبناء قلوبهم التي خاضت معركتها مع الحياة، وأحلامهم التي تحققت وأرواحهم التي كلما سقطت نهضت و هي أكثر عزة وكرامة وقدرة علي النجاح..
لا يريدون إثبات شيء لأحد، عرفوا قيمتهم ولم يهمهم بعد ذلك من وجد فيهم النور ومن لم يجده، فقد أشرقوا من داخلهم وهذا كان كافياً ليضيئوا ويُزهروا بكمال وتألق.. وللنهاية..!!
،،،،،،