أبداً لَنْ تَعُود.. بقلم ولاء شهاب

أبداً لَنْ تَعُود
ما أشدَّ خيبةَ الإنسان،
حين تأتي ممّن كان يحسبه موطنًا وأمانًا…
رفقًا بي يا خيبتي، فقد طفحَ الكيل،
وأغرقتِني في مستنقعٍ عميقٍ من البؤسِ والهوان
إلى متى ستظلينَ تثقينَ بالبشر،
تعيشينَ أسيرةَ الأوهام،
تتصدقينَ بعطفٍ وإحسان؟!
إلى متى ستبقينَ أليفةً، بلا مخالبَ حادّة،
تجتثينَ بها أعماقَ كلِّ من خدعَكِ
وأوهمَكِ بالأمان؟
اهزميه قبل أن يغتالكِ هو،
وتُصبحي صريعةً في خبرِ كان…
عذرًا، لن أُطيلَ في قسوتي عليكِ،
فالغدرُ والخداعُ من سماتِ هذا الزمان…
وهل من العدلِ أن يخيبَ الظنُّ
بمن كنا نحسبهُ موطنًا وأمانًا؟!
كيف يتحوّلُ الموطنُ بمنتهى السهولة
إلى غربةٍ وهوان؟!
سجنٌ أسوارُهُ عاليةٌ،
نعشٌ فيهِ رهنُ الأسر،
لا نستطيعُ البوحَ بمرارةِ ما في داخلنا
وكيف نبوح،
ونحنُ مكبّلونَ بسلاسلَ وأغلالٍ وقضبان؟!
والآن، وبعد طعناتِ الخذلان،
ما عدتُ أهبُ ثقتي لإنسان…
وكفرتُ بكلِّ معاني الحبِّ،
واجتثثتُ من جذورها
كلَّ مشاعرِ الوجدان…
“حُرّةٌ أنا، بلا قيودٍ ولا سَجانٍ …
أصبحتُ كالطيرِ يحلّقُ بجناحيه عاليًا،
يَرفعُ شعارَ الاستغناء …
نجمةٍ لامعةٍ في السماءِ،
لا يمكنُ الوصولُ إليها،
ولو أفنيتَ عُمركَ كلَّه
محاولاتٍ واستجداء …
فالأشياءُ إنْ جاءتْ بعدَ فواتِ أوانِها،
لَنْ تُجدي نَفعاً
كوردةٍ ماتتْ عطشًا،
لن تُعيدَها إلى الحياةِ قطرةُ ماءٍ، ولا نَسمةُ هواءٍ.
ولاء شهاب