شعر وأدب
في البُعد ..

بقلم ياسر سعيد
صحفي بالأهرام
لا زلت صغيرة ، هكذا يقولون .. وجه مريح جميل خالٍ من التجاعيد ، لا يهم .. تجاعيد القلوب لا علاقة لها بالسن ، يُظهرها أسف الخيبات و إرهاق الانتظار الطويل و الصمت الباهت البارد ..
قلب يقتله العجز ، يخفي مشاعره ، يُعاني و لم يكن يعلم أن معاناته في بُعدك ستكون إلي هذا الحد .. متعبة أنا منه ، قلبي ما عاد قلبي مزدحم بكل شيء و باللا شيء ، ذكريات لا مهرب منها .. أحلام مؤجلة .. ترقب .. أمل و لا أمل ..
بُعدك عَلّمني الخوف ، صرت أخشي البدايات و النهايات .. الناس .. الحكي و السكات .. ما مضي و ما هو آت ، أصبحت حتي أخاف من دقات الساعة و عقارب الزمن ، من عيونك و كلماتك عندما أتذكرهم ..
من حياة لا أرغبها و أسعي بكل قوتي لأخري أتمناها و أود أن أعيشها ..
في بعدك أنا لست أنا ..
ثم يقولون أنني صغير ة السن ، كيف لا أعلم ، لا أعلم أصلاً إن كنت لا زلت أحيا ، بل لا أعلم حتي كم مرة ولدنا نحن كي نموت بهذه الكثرة في كل لحظة .. !!