شعر وأدب

حُب..

ياسر سعيد

الصحفي بالأهرام

بعد فراقهما وجد أوراقاً لها كتبت فيها :
إلي من ستدخل حياته بعدي..
إعلمي سيدتي أنه رجل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ، لكنه متناقض كالبحر في الهدوء والغضب، في السكون والصخب..
يعشق الليل و يمنحه النهار فقط مسحة هادئة من فضيلة الأمل.
رغم تناقضه لكنه واضح، ستعرفين ذلك من اختياراته للألوان و من كل تفاصيل حياته و في ملابسه التي ينتقيها بدقة.

سيدتي..
لا تخشي عصبيته الزائدة فهو عصبي بطباع نارية لكنه يحمل نفساً كالجنة يغفر لكِ خطاياكِ بسرعة.
بداخله لين عظيم لمن يحب ولا أعلم لماذا يخفيه بقناع من القسوة، إنزعي هذا القناع من علي روحه و سوف تداعبين طفلاً جميلاً مخبوءاً داخل روحه وقلبه.
لديه ابتسامة ساحرة تأسر القلوب يتعمد أن يخفيها بصرامة غريبة وجدية، لا تسمحي له أن يدفنها دفنا.

أرجوكي تنبهي..
لن يُتعبك في المنزل كثيراً، ليس فوضوياً إنما مُرتب إلي حد الهوس، ليس لأحد أن يعبث بأوراقه.. عطوره.. كتبه و كل أشياءه حتي الصغير منها، و رغم ذلك لو أحبك ستصبحين الوحيدة في العالم التي تفعل ذلك دون أن تثير له إزعاجاً و حنقا.

ذهنه صاف كسماء بلا غيوم، يفكر و يتأمل وحده طويلاً.. يسرح كثيراً و يتكلم عن الماضي بمسحة ألم و بعضاً من المرارة لا يقوي أبداً علي إخفائها رغم محاولاته، لكنه سيحدثك في الوقت ذاته عن المستقبل بصدق تام.. يعد و ينفذ كأنه سيعيش مخلداً أبدا.

يواري أحياناً حزناً خانقاً بداخله، ارغميه علي البوح وقتها فهو لن يتكلم إلا بإصرارك الحقيقي دون تصنعاً أو زيفا.
علميه أن يسيطر علي قدرته في الخطأ بحق الآخرين بنفس القدر الذي يملكه في الاعتذار لهم بشجاعة.

و أخيراً..
أخبريه أن غاية ما أردت منه أن يتخلي عن بعض كبريائه معي، كان هذا أهم عندي و أولي من كلمة أُحبِك..

فرغ من قراءة ما كتبته بدموع ظلت حبيسة داخل عينيه و قد أرسل لها علي الفور رسالة من جملة واحدة..
” كلمة آسف قليلة بحقك “..

#قلب_بلا_دموع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى