مقالات

ادعاء النبوة… عبث ديني وجريمة فكرية في حق العقيدة

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام

في زمن تتسارع فيه الفتن، ويضعف فيه الوعي الديني، تطل علينا بين الحين والآخر ظاهرة خطيرة لا يمكن التعامل معها باعتبارها “حرية فكر” أو “اجتهادًا دينيًا”، بل هي في حقيقتها جريمة فكرية وافتراء صريح على الله… إنها ادعاء النبوة بعد خاتم المرسلين محمد ﷺ.
هذه الادعاءات ليست جديدة، لكنها تتكرر كلما وجد أصحابها بيئة جاهلة أو مضطربة نفسيًا أو اجتماعيًا، فيستغل المدّعي ضعف الناس، ويبيع لهم الوهم باسم “الوحي” و”الاصطفاء الإلهي”.
القرآن حسم المسألة بلا لبس
لم يترك الله هذه القضية للاجتهاد أو التأويل، بل حسمها بنص قطعي الدلالة والثبوت، قال تعالى:
﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾
(الأحزاب: 40)

لفظ «خاتم النبيين» ليس مجازًا، ولا يحتمل التأويل، ولا يقبل التحريف، بل يعني الآخر بلا استثناء، أي لا نبي بعد محمد ﷺ، ومن يدّعي غير ذلك فهو مكذّب للقرآن صراحة.
دين مكتمل… فكيف تأتي نبوة؟
ويؤكد القرآن اكتمال الرسالة والدين:
﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾
(المائدة: 3)

فإذا كان الدين قد اكتمل، والنعمة قد تمت، والرسالة قد خُتمت،
فبأي منطق يظهر مدّعٍ للنبوة؟
وهل يأتي نبي بلا تشريع؟ أم بلا وحي؟ أم بلا كتاب؟
إنها عبثية فكرية وتناقض عقلي قبل أن تكون ضلالة دينية.
القرآن محفوظ… فلا مبرر للنبوة
قال الله تعالى:
﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾
(الحجر: 9)

فالنبوات السابقة كانت تُبعث لتصحيح تحريف أو انحراف،
أما القرآن فمحفوظ بحفظ الله،
فلا حاجة لنبي، ولا رسالة، ولا وحي جديد.
القرآن يصف مدّعي الوحي بأقسى وصف
قال تعالى:
﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ﴾
(الأنعام: 93)

إنه أظلم الظلم…
أن ينسب إنسان لنفسه مقامًا إلهيًا لم يمنحه الله له،
وأن يخدع الناس باسم السماء،
وأن يتاجر بالدين لتحقيق نفوذ أو مال أو شهرة.
لماذا تنتشر هذه الادعاءات؟

لأن:
الجهل بالدين أصبح واسع الانتشار
الخطاب الديني أحيانًا غائب أو ضعيف
الأزمات تصنع قابلية للتصديق
بعض النفوس مريضة بحب الزعامة
لكن الحقيقة الواضحة أن كل مدّعٍ للنبوة كاذب، لم يأتِ بآية، ولا معجزة، ولا نص، بل جاء بكلام إنشائي وتأويلات مضللة.
خلاصة الموقف الشرعي والصحفي
الإيمان بختم النبوة أصل من أصول العقيدة

إنكارها تكذيب للقرآن
الترويج لها خطر على المجتمع
والتصدي لها واجب ديني وإعلامي
قال تعالى:
﴿فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾
(القصص: 50)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى