مقالات

المحسوبية تهدد عدالة التنسيق: طالبة بـ91% تدخل كلية الطب!

✍️ بقلم الكاتبة الصحفية: شيرين عصام

في الوقت الذي ينتظر فيه آلاف الطلاب نتائج التنسيق بترقب وقلق، ظهرت قصة هزّت ثقة الرأي العام في منظومة القبول الجامعي. القصة بدأت مع طالبة من مدرسة العبور حصلت على 91% فقط في الثانوية العامة و هى الطالبه عائشه التي قلبت السوشيال ميديا، وهو مجموع لا يؤهلها إطلاقًا لدخول كلية الطب، ومع ذلك، فوجئ الجميع بقبولها ضمن طلاب الكلية!

هذه المفاجأة لم تمر مرور الكرام، خاصة بعد أن اتهمت إحدى زميلاتها بأنها تلاعبت في ترتيب رغباتها و أصبحت حديث السوشيال ميديا . لتنفجر بعد ذلك أزمة كبيرة تعكس تساؤلًا جوهريًا: هل أصبحت المحسوبية أقوى من الكفاءة؟
مدارس STEM ليها نظام قبول خاص:

القبول بيتم بالترتيب التراكمي على مستوى الدفعة، مش بالنسبة المئوية زي الثانوية العامة العادية.

يعني بيتحدد عدد مقاعد الطب لطلاب STEM، وبتتوزع على حسب الترتيب (الأوائل فقط).

المفترض طبيعيًا:
لو آخر طالب مقبول في الطب ترتيبه ١٤٢، يبقى أي طالب بعد الرقم ده (زي ٣١٦ أو ٣١٧) ماينفعش يدخل الطب.

لكن ظهور استثناء لطالبة ترتيبها ٣١٦ أو ٣١٧ ودخولها طب معناه:

1. يا إما فيه تدخل أو مجاملة شخصية.

2. يا إما تم اعتبارها ضمن مسار خاص/منحة/مقاعد إضافية خارج التنسيق العادي.

3. أو وجود خلل إداري أو إعادة ترتيب غير معلن.

وده طبيعي يثير استياء أولياء الأمور والطلاب، لأن ده معناه إن “حق” مئات الطلاب اللي ترتيبهم أعلى اتاخد منهم.

قبول طالبة بمجموع ضعيف مقارنة بحدود الطب يفتح باب الشكوك واسعًا حول نزاهة التنسيق، ويضع آلاف الأسر المصرية أمام شعور بالإحباط والظلم. كيف لطالبة لم تحقق المجموع المطلوب أن تحجز مكانًا في واحدة من أعرق وأصعب الكليات، بينما هناك مئات من الطلاب المتفوقين حُرموا من حلمهم رغم اجتهادهم وسهر الليالي؟

الأمر لا يتعلق فقط بالعدالة التعليمية، بل أيضًا بأمن المجتمع الصحي. فكلية الطب ليست كأي كلية، هي المكان الذي يجب أن لا يدخله سوى الأجدر علميًا، لأن الخريج فيها سيتعامل مع أرواح البشر. فهل نقبل أن تفتح المحسوبية أبوابها على حساب الكفاءة، فنجد أنفسنا أمام جيل من الأطباء غير المؤهلين؟

في النهاية يبقى السؤال مفتوحًا، ينتظر إجابة واضحة من الجهات المسؤولة:
من الذي سمح لطالبة بـ91% بدخول كلية الطب؟ وهل نحن أمام استثناء فردي أم أمام منظومة اخترقتها المحسوبية حتى في أخطر مفاصلها؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى