احترام الخصوصية ليس خيارًا… إنه خط أحمر

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام
انتهاك الخصوصية… جريمة أخلاقية
في كل مجتمع، هناك أشخاص لا يعرفون معنى “قف… هذا ليس شأنك”. هؤلاء الذين يمدون أعينهم وآذانهم إلى ما لا يعنيهم، ويتعاملون مع حياة الآخرين وكأنها ملك مشاع، هم في الحقيقة يعتدون على أبسط حقوق الإنسان… الحق في أن يعيش بسلام دون أن يُراقَب أو يُفتَّش أو يُفضَح.
انتهاك الخصوصية ليس “فضولًا بريئًا” كما يحلو للبعض أن يبرره، بل هو قلة احترام، وانعدام أخلاق، واستهانة بكرامة الناس. المتطفل – سواء كان فردًا أو مؤسسة – يظن أن من حقه أن يعرف كل شيء، متناسيًا أن المعرفة دون إذن هي سرقة… وسرقة الخصوصية لا تقل بشاعة عن سرقة المال، بل قد تكون أشد، لأن المال يمكن تعويضه، أما الجرح النفسي وكسر الثقة فآثارهما لا تزول.
وفي زمن وسائل التواصل، صار بعض الناس يتلذذون بنشر صور أو أسرار غيرهم لجلب المشاهدات والإعجابات، غير مدركين أنهم يشاركون في جريمة علنية، وأنهم يكسرون قاعدة أساسية: “لا تنشر ما لا يخصك”. من يفعل ذلك لا يستحق الثقة، ولا حتى مجرد الاحترام.
احترام الخصوصية ليس خيارًا… إنه خط أحمر. وكل من يتجاوزه عامدًا يجب أن يواجه المساءلة، لا بدعوى القانون فقط، بل بدعوى الضمير والإنسانية. فمن لا يردعه ضميره، يجب أن يردعه المجتمع، حتى يدرك أن حُرمة الحياة الخاصة مقدسة، وأن التطفل عار لا يُغتفر.