التدخين أفة من الأفات المهلكة للمجتماعات.. بقلم مريم سلسبيل

تُعتبر ظاهرة التدخين من أبرز التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات في جميع أنحاء العالم، حيث تساهم في وفاة ملايين الأشخاص سنويًا. يُقدَّر أن التدخين يودي بحياة حوالي 8 ملايين شخص سنويًا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، مما يجعله أحد الأسباب الرئيسية للوفاة التي يمكن تجنبها.
تحتوي السجائر على مجموعة من المكونات الضارة، حيث تحتوي على أكثر من 7000 مادة كيميائية، منها ما يزيد عن 70 مادة مسرطنة. من أبرز هذه المواد هو “النيكوتين”، وهو مركب يسبب الإدمان ويؤثر على الجهاز العصبي المركزي. يُعتبر النيكوتين من المواد السامة التي تسرع من معدل ضربات القلب وتزيد من ضغط الدم، مما يرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
بالإضافة إلى النيكوتين، تحتوي السجائر على مواد كيميائية أخرى مثل “القطران” الذي يتراكم في الرئتين ويسبب أمراضًا تنفسية خطيرة مثل السرطان والالتهاب الشعبي المزمن. كما تُسهم المواد الكيميائية الأخرى مثل “الأمونيا والزرنيخ والتولوين” في التأثير السلبي على الصحة العامة.
تتعدد مضار التدخين لتشمل تأثيراته على الصحة الجسدية والنفسية. فإلى جانب الأمراض القلبية والرئوية، يرتبط التدخين بزيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك سرطان الرئة وسرطان الفم والحلق. كما يؤثر التدخين على الصحة النفسية، حيث يُظهر المدخنون معدلات أعلى من القلق والاكتئاب.
تتطلب مواجهة هذه الظاهرة جهودًا متكاملة تشمل التوعية بمخاطر التدخين، وتطبيق القوانين التي تحد من استهلاكه، وتوفير الدعم للأفراد الراغبين في الإقلاع عنه. من خلال هذه الجهود، يمكن تقليل معدلات التدخين وتحسين الصحة العامة، مما يسهم في إنقاذ ملايين الأرواح سنويًا.
بقلم مريم سلسبيل.ت/الجزائر