مقالات

لغز لعنة الفراعنة .. بقلم إيهاب همام

قبل 97 عاما ، وتحديدا في 1922 ، تم إفتتاح المقبرة الفرعونية الأشهر في التاريخ ، التي يرقد فيها الملك الشاب “توت عنخ آمون” ، ومع الإزاحة الأولى لبابها الحجري هبت عاصفة رملية عاتية رغم أن توقيت الاكتشاف كان في الصيف ، وتردد أن صقر شوهد يخفق بجناحيه محمومًا حول المقبرة ، وهو ما أثار المخاوف بأن هناك غير طبيعي.

بدأت اللعنة فعلًا عندما اكتشف الإنجليزيان “هواردكارتر” واللورد “كارنارفون” مقبرة الملك “توت عنخ آمون” ، وكان أول ضحايا اللعنة هو العصفور الذي وضعه كارتر في شرفة الفندق ، وفجأة وبلا سابق إنذار سمع كارتر صوتًا أشبه بالاستغاثة يصدر من الشرفة ، وعندما هم بالدخول وجد ثعبان كوبرا يلدغ العصفور وهو داخل القفص.

توالت بعد ذلك سلسلة من الأحداث الغريبة التي لا يوجد لها تفسير حتى الآن . في الإفتتاح الرسمي للمقبرة أصيب اللورد كارنافون بمرض غريب ، حرارة شديدة ونوبات مثل الصرع ، وعجز الأطباء عن تفسير الحالة ، ثم توفي في منتصف الليل. والأغرب من ذلك هو انقطاع التيار الكهربائي عن القاهرة كلها لحظة وفاة كارنافون ، وبعدها ذكر البعض أن الوفاة ربما تكون بسبب لدغة بعوضة عند افتتاح المقبرةـط ، وآخرون قالوا أنها نتيجة الإصابة بالتسمم أو بسبب الإصابة بآلة حادة داخل المقبرة ، لكن كلها اجتهادات ليبقى سبب الوفاة غامضًا.
بدأ الموت بعد ذلك يحصد أرواح كل من شارك أو ساهم في الافتتاح ، حيث توفي “سكرتير كارنافون” دون سبب واضح ، ثم انتحر والده بعد وفاته ، وأثناء تشييع جنازته دهس الحصان الذي كان يجر عربة التابوت طفلًا صغيرًا فقتله ، مات أيضًا عالم الآثار الأمريكي “آرثر ميس” بعد مساعدته لكارنافون في افتتاح المقبرة ، حيث أصيب بإعياء شديد ثم فارق الحياة. أصيب أيضًا “جورج جاى” المليونير الأمريكي صديق كارنافون بالعمى ومات فور رؤيته للمقبرة ، تلا بعد ذلك “إيفيلين هوايت” عالم الآثار المصرية بجامعة ليدز في ظروف غامضة ، وفوجئ الجميع بعد وفاته بتركه رسالة يقول فيها “حلت لعنة الفراعنة” ، وأيضًا مات “جورج باتريت” مين خبير الآثار المصرية بمتحف اللوفر بضربة شمس وهو يغادر مقبرة الملك.

كان من أغرب ما حدث قصة مفتش الآثار المصري “محمد إبراهيم” الذي أجبره المسئولون آنذاك على إرسال بعض كنوز الفراعنة ، لتعرض في متاحف باريس رغم معارضته لذلك وبعد ذلك بأيام دهسته سيارة أثناء عبوره الشارع.

أيضا وفاة “د.جمال محرز” مدير الآثار الذي كان يناقش المؤلف الألماني “فيليب فاند تبرج” حول عدم اقتناعه بلعنة الفراعنة ، وأخبر المؤلف ألماني أن أكبر دليل على أن هذه اللعنة خرافات ، هو عدم حدوث أي مكروه له ، لكن المفاجأة كانت وفاة الدكتور محرز فجأة عن 52 عامًا بالسكتة القلبية ، أثناء إعداده للاحتفال بمرور خمسين عامًا على اكتشاف مقبرة ‘توت عنخ آمون” .

رغم عدم اقتناع “د. زاهي حواس” وزير الآثار الأسبق بلعنة الفراعنة ، إلا إنه عندما حاول ومعه مجموعة من علماء الطاقة الذرية ، وبعض الأثرين نقل مومياء الملك “توت عنخ آمون” خارج المقبرة لوضعها على جهاز الأشعة لفك لغز اللعنة ، هبت عاصفة ترابية شديدة أصابت الجميع بالخوف والهلع ، طمأن “د.زاهي حواس” الجميع بأنها مجرد عاصفة ، وبعد أن هدأت العاصفة ، تم حمل المومياء لتوضع على أحدث جهاز للأشعة ، وكان هدية من شركة “سيمنس الألمانية” ، أصيب الجهاز فجأة بالعطل ولم يعمل وفشلت محاولات إعادة تشغيله ، وبعدها بدقائق تلقى “د. زاهي” مكالمة هاتفية من شقيقته وهى تصرخ وتخبره بوفاة زوجها.

قرر وقتها د. زاهي العودة مرة أخرى للقاهرة للمشاركة في الجنازة ، وعندما اتصل بوزير الثقافة فاروق حسني آنذاك ليبلغه بالخبر ، اكتشف أن الوزير دخل المستشفى بعد إصابته بوعكة صحية ، وللعلم كان “فاروق حسني” وزير الثقافة هو من أصدر قرار الموافقة على نقل المومياء .

لذا اقتنع الكثير من الباحثين أنه من غير المعقول أن تكون كلها مصادفات بالشكل الذي وقعت به ، مؤكدين أن هذه اللعنة مرتبطة بالسحر والعالم الأخر ، لأن الفراعنة اجتهدوا في الفكر والفلسفة لدرجة أنهم الوحيدون الذين كتبوا أسماءهم على المقابر ، حتى لا تجد الروح صعوبة في العودة مرة أخرى للجسد ، و سعوا وراء التحنيط ووضعوا أدواتهم ومتعلقاتهم كاملة مع جثثهم ، ولإيمان المصري القديم بهذه الحياة الأخرى كتب التعاويذ السحرية لكي يحموا جثتهم من السرقة ، لذلك كان يكتب على المقبرة عبارات تلقى الرعب في القلوب مثل، “إذا اقترب شخص من هذا المكان المغلق المقدس ، وحاول انتهاكه والعبث في المومياء فإنه ستحل به اللعنة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى