من القلب.. 「فارْتَدَّا على آثارِها قَصَصَا」بقلم د/ مها علي دليور

كان هذا رد فعل نبي الله موسى و فتاه عندما علما أنهما أفاتا مكان العبد الصالح الذي خرج من مستقره باحثا عنه لينتهل منه العلم؛ سيدنا موسى عليه السلام وهو في رحلته للبحث عن مبتغاه مَرَّ على العبد الصالح ولم يلحظه أو ينتبه له، وبعد فترة من المضي علم أنه تخطى مكانه غفلة منه، وكان يعلم أن هذا الشخص هو الذي سيغير تفكيره ويغير وجهته في الحياة، لذلك كان سعيه حثيثا للقائه، ولم يتضجر عندما فوَّت علامة وجوده وعاد بصدر رحب لينال ما سعى إليه وما تعب من أجل الحصول عليه.
وكذلك نحن في سعينا وراء تحقيق أحلامنا؛ ففي طريقنا نفوِّت فرص قد تغير حياتنا وتحقق ما سعينا إليه، ونشعر أننا نبذل جهدا بلا مردود فعلي أو أننا ندور في دوامة بلا هدف يحقق أو مسعى يبلغ، فإذا شعرنا بذلك فلا بد أن نرتد على آثارنا قصصا ونراجع سلوكنا في الفترة الماضية ونعيد حساباتنا وننظم علاقاتنا ثم نبدأ من جديد ونحن متلاشين أخطاءنا، فنجد من يتضجر من كثرة تخبطه في الحياة وهناك من يضيق صدره من حلمه الذي طال عليه الأمد ولم يتحقق وآخر يزهد الحياة بما فيها لما لقى من معاناة وخداع وصراعات أرهقته، فما عليك إلا أن تؤمن بهدفك وتثق في سعيك وتكرر محاولاتك.
د/ مها علي دليور