مقالات

الإتيكيت سلاح القلوب.. بقلم علياء حلمي

الإتيكيت من القيم الأساسية التي كانت تزرع منذ طفولتنا فإنها الأخلاق والتربية التى تعلمناها من أسرتنا وأصبحت جزءا لايتجزأ من شخصيتنا ومع تغير العادات والتقاليد بدأ مفهوم الإتيكيت يتلاشى ببطء ومع ظهور مستويات عديدة فهناك بشر لايعرفوا معانى الإتيكيت ومن جيل لجيل أصبح هناك ألفاظ تقال دون مستوى وأصبح الإتيكيت محصور بين حكمة التقدُّم فى السن والخبرة.

 

ولكن أيضا فهناك رجال لايعرفوا فن التعامل مع أنثى رغم خبرتهم وكبر سنهم فيفقدوا الحوار على الرغم أن هناك رجال غير متعلمة ولن تتربى فى حضن والديهم وتجدوهم ذو خبرة وحنان وتشعر فى كلماتهم لين القلوب وإتيكيت فى المعاملة دون دراسته او النشأة عليه فهناك نوع من البشر يرون أن الأخلاق والتقاليد ليس من صميم شخصياتهم وإنما هى تقليد مجتمعي فإن الإتيكت سلاح القلوب فكيف لانزرعه فى قلوب أولادنا ، فهو عودة لأخلاق القلب فهو يرجع إلى ثقافة الإنسانية التى تمس القلوب وليس له علاقة بالغنى والفقر فالكثير ممن نعرفهم لديهم من العلم والمعرفة والثقافة ورغم ذلك يتعاملون ويتصرفون فى بعض المواقف بطريقة سيئة مع البعض وتنظر إليهم.

 

وقد تتعجب فيتطرق فكرى إلى الجد طاهر وقد يبلغ من العمر سبعين سنة وكان دائما دون جدال كان يحب توجيه الأشخاص دون جرحهم ويشعرهم إنه يريد أن يتعلم منهم فن التعامل على الطريقة الحديثة وكان يحرص على احترام الآخرين وتقبل الآراء المختلفة ويناقشها وكان لديه عادات خاصة من خلالها يظهر احترامه للجميع سواء كانوا أصدقاء أو غرباء عابرين ، ففى ليالى الشتاء الممطرة يجمع أحفاده ويُعدُّ حساء دافئ لكل المارة ويشاركهم الغداء والأحفاد تنظر وتتعجب فقد كان يعلمهم حسن التصرف والأخلاق مع الآخرين ، فقد كان يأخذهم لصلاة الجماعة ويغرس فيهم القيم وحتى يتعارفوا على المصلين وقد كان الجد إذا لاحظ غياب أحد الأحفاد وإنشغاله بالهاتف فيضحك ويبدأ يدعوه كرفيق له فى حفلة من الشاى وأثناء تناولهم الشاى يُحدثهم عن ثقافات الدول فى تناولهم الشاى ويناقشهم عن أخلاق القلوب . وكان يوجه الأحفاد بإن ليس مجرد تصرفاتنا الظاهرية هى التى تحدد كيف تنظر الناس إلينا بل هى معتقدات قلوبنا وصدق أفعالنا هى التى يراها الناس .فالإتيكيت فى القلب هو الأساس الحقيقى لتقدير الآخرين فعليكم الاحترام والتقدير وصدق الأفعال حتى تفوزوا بقلوب الآخرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى