شعر وأدب

حوار.. بقلم منتهى العطيات

 

_ مللتُ مِنْ كُلِّ الْأَعْذَار…
مَلِلْت مِن انْتِظَارُك.. تَوَقَّف الزَّمَن، وقتلني الضَّجَر، أَيْنَ كُنْتَ؟!
_محبوبتي إياكِ أَن تَلُومِينِي، فَإِن قُيُود الْحَيَاة كبّلتني عَنْك وَلَم تَمْر لَحْظَة ونسيتُك فِيهَا.

_تبأ للمسافات، سُحْقًا للظروف.
كُنْت أحتاجك بِجَانِبَي، إحْتِيَاج لَا إجْتِيَاح.
كُنْت أَوَدّ أَنْ تَسْتَوْعِبَ أشواقي، لَهْفتِي، وَجَعِي، كُنْت أريدك بِحُضُور يَطغى عَلَى الْجَمِيعِ، ويُلغي الْجَمِيع.

_تباً لَه مراراً وتكراراً، أَنَا مِنْ كَانَ وَلَا زَالَ يحتاجك، أَنَّا لَا شَيْءَ دُونَك، أَنَّا الْيَتِيمَ دُونَك، وَأَنَا المشرد فَلَا وَطَنِ لِي سِوَاكْ،فَلَا تُنْسِي مَا مَضَى فأنتِ موطني.

_فلتسأل اللَّيْل كَم ذَرَفَت الدَّمْع؟
وَالنَّوَافِذ كَم أشاحت بِوَجْهِي كُلّ قَمْع؟! وَالطُّرُقَات أَسْأَلُهَا عَنْ طيفك، وَعَن بَقَايَا عِطرك! أَطَلْت الْغُيَّاب، ونسيتني كَمَا الْأغْرَاب، وَجِئْت تَسْأَلُنِي أَنْ نَعُودَ أَحْبَاب؟!

_نفس اللَّيْل شَرِبَ مِنْ دُمُوعِي عليكِ، وَكُلّ قَطْرَة دَمْعٌ ذرفتها عَيْنَاك قابلتها نُقْطَةٍ مِنْ دَمِيَ نزفها قَلْبِي، ذكراكِ كُلُّهَا ضحكاتك، ونظراتك، كُلُّ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ لَا تتركي لِي مَنَام، وَلَا عَيْشٍ رَغيدٍ، بَدَأَت أتلاشى رويداً، فَإِن عُنْصُرٌ الْمَاءِ فِي تَكْوِينِي مَارَس هوايته فِي التَّبَخُّر فَجَعَلَنِي هَبَاء .

_صهيل الشَّوْق يُعْلِن تَمَرُّدِه، وتبعثر الْوَقْت وغفوة الجَد، وترنيم الْأَلَم، وسنوات الْعُمْر المُمتهن.. قاسَمَتني وَجَعِي بِغِيَابِك، فلتبقى أحلامكَ تَطِير مَع الدُّخَان، مَا عَادَ لَكَ عِنْدِي عُذْر.

_كان عليكِ أَنْ تَقُولِي مَا عَادَ لَكَ عِنْدِي عُمر، فَلَا حَيَاة وأنتِ بَعِيدَة عَنِّي، فَلَا أرضٌ تَدُور، وَلَا الشَّمْسِ تُشرق، وَلَن يهطل الْمَطَرَ فِي مَوْعِدِهِ، وسيذهب الرَّبِيع دُون عَوْدِه فأنتِ رَبِيع الْعُمْر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى