مقالات

نداء استغاثة… حين يصبح الكشف الطبي عائقًا أمام الرياضة

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام

إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية
وإلى الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة
تحية تقدير واحترام.
نكتب اليوم لا طلب امتياز، ولا بحثًا عن ترف، بل استغاثة حقيقية يطلقها أولياء أمور لاعبين صغار كاد الحلم أن يُسحب من بين أيديهم بسبب ارتفاع أسعار الكشف الطبي المطلوب لممارسة الرياضة في الأندية ومراكز الشباب.

سيادة الرئيس،
كيف نطلب من طفل أن يتمسك بالرياضة، وأن يحلم بقميص المنتخب، بينما أول خطوة في الطريق أصبحت فاتورة مُرهِقة؟
كيف نرفع شعار “بناء الإنسان” ثم نضع أمامه عائقًا ماليًا قد يدفع أسرًا كاملة لاتخاذ قرار قاسٍ: ترك الرياضة نهائيًا؟
الأسر المصرية اليوم تواجه غلاءً غير مسبوق:
دروس، مصاريف مدارس، انتقالات، احتياجات أساسية…
ثم يأتي الكشف الطبي بأسعار مرتفعة، ليُضاف إلى قائمة الضغوط، وكأن الرياضة أصبحت رفاهية لا حقًا أصيلًا.

معالي وزير الشباب والرياضة،
نُقدّر جهودكم في دعم الاتحادات والبطولات، لكن القاعدة هي الأساس، واللاعب الصغير هو نواة الإنجاز.
حين يُحرم طفل من اللعب بسبب ثمن كشف طبي، فنحن لا نخسر لاعبًا فقط، بل نخسر طاقة، وموهبة، ومستقبلًا.

إننا نطالب وبوضوح:
إقرار كشف طبي مجاني للاعبين في مراكز الشباب.
أو على الأقل تحديد سعر رمزي موحد لا يرهق الأسرة المصرية.
مع رقابة صارمة تمنع أي مغالاة أو استغلال تحت أي مسمى.

سيادة الرئيس،
أنتم من أكدتم مرارًا أن الرياضة أمن قومي، وأنها درع يحمي أبناءنا من الانحراف والتطرف والفراغ.
فكيف نُشجّع الرياضة، ثم نغلق بابها في وجه غير القادرين؟
نحن لا نطلب المستحيل،
نطلب فقط رفع الظلم، وفتح الطريق أمام كل طفل موهوب، بغض النظر عن قدرة أسرته المادية.

هذه ليست شكوى فردية،
بل صرخة جماعية من أولياء أمور يخافون على أحلام أبنائهم من الانكسار.
والتاريخ لا ينسى من أنصف الضعفاء،
ولا ينسى من جعل الرياضة حقًا لا عبئًا.
والله من وراء القصد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى