حين يصبح المدرب لعنة على الفريق

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام
هو ليس قائدًا… بل عقدة تمشي على قدمين.
يتخفّى خلف لقب “مدرب”، بينما لا يعرف من فن التدريب سوى الصوت العالي والغرور الأجوف.
ذلك الذي يظن أن السيطرة تعني الإهانة، وأن الخوف طريق الطاعة، وأن المدح والنفاق مفتاح النجاح!
المدرب الفاشل المغرور، كالنار التي تلتهم ما حولها، لا يضيء طريقًا بل يحرق كل بذرة حلمٍ تولد أمامه.
يفرق بين اللاعبين لا بالجهد أو الكفاءة، بل بالمصالح والانحناءات.
يُقرّب الضعيف الذي يجيد التصفيق، ويُهمّش الموهوب الذي يملك كرامة وصمتًا.
يعيش دور “الإله الصغير” داخل الملعب، يوزع الرضا والغضب كما يشاء، متناسيًا أن العدل وحده هو أساس المجد.
هو لا يدرّب، بل يهدم.
لا يُحفّز، بل يُحقّر.
يقتل الثقة في عيون لاعبيه، ويترك خلفه قلوبًا محطمة لا تنسى جرح الكلمة ولا مرارة الإهمال.
كم من لاعبٍ موهوب أُطفئت شرارته لأن مدربًا فاشلًا قرر أن يتلذذ بتدميره؟
وكم من حلمٍ دُفن حيًا تحت أقدام الغرور والتمييز؟
المدرب الحقيقي لا يُقاس بصراخه في التمرين، ولا بعدد الأوامر التي يصدرها،
بل بعدد الأرواح التي ألهمها، وعدد اللاعبين الذين خرجوا من تحت يده أقوى وأشرف وأنقى.
أما الفاشل المغرور، فهو يرحل دائمًا تاركًا خلفه فراغًا ومرارة… وذكرى سيئة لا تُنسى.
فليت كل من تولى مسؤولية تدريبٍ أو قيادةٍ يعلم أن النفوس ليست ملعبًا للعبث، وأن الكلمة الجارحة قد تُدمّر مسيرةً كاملة.
المدرب الحقيقي يصنع أبطالًا،
أما الفاشل المغرور… فيصنع الندم.
رسالة ختامية
آن الأوان أن تتدخل الهيئات والاتحادات الرياضية لمراقبة سلوك المدربين وتقييمهم نفسيًا وأخلاقيًا قبل منحهم شرف قيادة اللاعبين.
فالملعب ليس مكانًا لتصفية الحسابات ولا لتغذية الأنا،
بل هو مساحة مقدسة لتربية الروح والانضباط وصناعة المجد.
حاسبوا المدرب الذي يفرّق ويهدم،
وكافئوا من يعدل ويبني،
لأن وراء كل بطلٍ حقيقي… مدربًا عادلًا مؤمنًا بالإنسان قبل البطولة