شعر وأدب

ظلّ أُنثى.. بقلم سيڤا يوسف

على حافةِ الكون،
أقفُ متأنّيةً كمن يعرف أن خطوةً واحدة قد تغيّر كلّ شيء…
أسألني:

هل أقرعُ جرس الرحيل؟
أم أُبقي الباب موارباً بيني وبين الحياة؟

صوتٌ داخلي يتمتم:
وإلى أين المفر؟
كلّ الجهات تحمل وجهي،
وكلّ الطرق تردّني إليّ.

أُحدّق في الفراغ كمن ينتظر صدفةً خرافية،
كأنّني أتمنّى أن يعثر عليَّ أحد…

أن يتعرّف على ضياعي،
أن يمدّ لي خيط نورٍ في هذا الظلام البارد
ويقول:
عودي، ما زال في الحياة متّسع لكِ.

لكنني أعرف،
أن النجاة لا تأتي على هيئة أحد،
وأن المرايا لا تكذب،
حتى حين تُظهر وجهي مختلفاً عني.

أقول لنفسي:
يا أنثى مصلوبة بين حافتين،
أما آنَ لظلكِ أن يختار؟
إما المضيُّ في الفراغِ بلا وجهة،
أو العودةُ من حافةِ الاِنهيار؟

صوتٌ آخر في داخلي يهمس:
من قال إنكِ تائهة؟
أنتِ فقط في لحظة تأمّل،
والتأمّل ليس ضياعاً،
بل بداية الإدراك.

أردّ عليه:
لكنني حين أنظر في عيني،
لا أرى سوى وجعٍ يُجيد التنكّر،
وأملٍ معلّقٍ كقمرٍ بلا سماء.

تبتسم روحي لي بخفة:
أنتِ لا تحتاجين من يعيدكِ،
بل أن تمسكي بيدكِ ولو بخوف،
نحو ذاتكِ التي تنتظركِ هناك…
لا في نهاية العالم،
بل في بدايته.

وأهمس أخيراً:
سأمكثُ قليلاً على هذه الحافة،
أتفاوض مع الظلّ،
أتعلّم من الصمت،
ثمّ أعود…
أعود وإن بدا أني قد غادرت.

سيڤا يوسف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى