مقالات

كف عينك عن رزق غيرك.. تُرزق

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام

اجعل من نفسك مشروعًا للنجاح، واغلق عينيك عن رزق غيرك، فالحياة ليست سباقًا، بل كلٌّ له طريقه. ومن ترك الحسد، وأخلص في سعيه، وأحسن ظنه بالله، فتح الله له أبوابًا لم يكن يتخيّلها.

ركّز في نفسك.. تُرزق ويعلو شأنك ففي زمن كثرت فيه المقارنات، وتغلغلت مواقع التواصل في تفاصيل حياتنا، بات كثيرٌ من الناس يلتفتون إلى ما عند غيرهم، فينشغلون بأرزاق الآخرين، وينسَون أنفسهم. لكن النجاح الحقيقي يبدأ من الداخل؛ من لحظة يقرّر فيها الإنسان أن يركّز في نفسه، ويطوّر قدراته، ويثق أن رزقه لن يأخذه أحد.

الرزق مقسوم لا يُزاحم عليه أحد

يقول الله تعالى:

“نَحنُ قَسَمنَا بَينَهُم مَعِيشَتَهُم فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا”

(الزخرف: 32)

وفي هذا إشارة عظيمة إلى أن الرزق بيد الله، يقسمه كيف يشاء، لا بذكاء أحد، ولا بحسد غيره. فكلّ عبدٍ له نصيبه المعلوم، ولن يموت حتى يستوفي رزقه.

التركيز في النفس طريق للارتقاء

الناجحون لا ينشغلون بما عند الناس، بل يستثمرون أوقاتهم في تحسين ذواتهم، وتطوير مهاراتهم، وتحقيق أهدافهم، ويعلمون أن لكلّ إنسان بصمته ومساره الخاص.

قال تعالى:

“وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى، ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى”

(النجم: 39–41)

كل إنسان يُحاسب على سعيه، لا على مقارناته، ولا على مشاعر الحسد أو الغيرة تجاه الآخرين. لذلك، من أراد الرفعة، فليجعل نفسه مشغولة بذاته، لا بما لا يملك.

الحسد.. آفة قاتلة للنجاح

من يركز في أرزاق الناس يُبتلى بالحسد، وهو داء خطير. وقد نهانا الله عنه بقوله:

“وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ”

(الفلق: 5)

وقال النبي ﷺ:

“إياكم والحسد؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب”

(رواه أبو داود)

فمن انشغل بأرزاق غيره، فاته رزقه هو، وحُرم بركة عمله وسعيه، وأصبح عدوًا لنفسه دون أن يدري.

سرّ النجاح.. أن ترى نفسك لا غيرك

انظر إلى نفسك كما يراها الله: مخلوق مميز له قدرة، له طاقة، له وقت، وله حظّ. لا أحد يأخذ مكانك، ولا أحد ينقص من رزقك. ركّز في نفسك، في حلمك، في هدفك، وقل: “اللهم ارزقني كما رزقتهم، وبارك لي فيما رزقتني”.

و أخيرا …
“وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ”

(الطلاق: 2–3)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى