الزحف التكنولوجي.. بقلم د/ مها علي دليور

رويدا… رويدا، وبأسلوب ناعم محبب إلى قلوبنا يتم الإحلال، نشعر بسهولة الحياة ورفاهيتها بالأجهزة الحديثة والآلات المتطورة، ونسعى لامتلاكها ونتنافس في سرعة اقتنائها، ولا نعي خطورة ما نفعله، وما يحاك ضد البشر من مؤامرات تهمش وجودهم على وجه الأرض وتتخلى عن دورهم في الإعمار.
بأيدي البشر، نسعى دائما إلى تطور التكنولوجيا ونتنافس في الحصول على براءات الاختراع لاستبدالنا بالآلات، ونعقد المؤتمرات لنصفق لأنفسنا ونهنئ علماءنا على كارثة سنجني أشواكها قريبا، فهذه المشفى خالية من البشر وتديرها الروبوتات، وهذا المصنع الكبير مليء بالآلات المبرمجة ذاتية التشغيل ولا حاجة للأيدي العاملة، استغنينا عن العقل البشري بعقل اصطناعي لتجنب حدوث الأخطاء، وماذا بعد؟…
رغبة الإنسان في الراحة والكسل والسعي وراء المثالية جعلته يتقدم بهمة للتوسع في هيمنة الآلات و في وقت قياسي أسرع من تقبل عقلنا للتطور السريع في التكنولوجيا، فرضت علينا وجودها بدون استئذان وأصبح تقبلها أمر واقع ولا سبيل لإيقاف زحفها أو استرجاع هويتنا كبشر نمارس مهمتنا الوحيدة وهي الخليفة في الأرض، فأصبحنا بعقول كسولة وأيد معطلة، وكل هذا بأيدي البشر.
د/ مها علي دليور