مقالات

أنا إنسانٌ 

بقلم – مريم سعيد

أنا إنسانٌ يعرفُ حقيقتهُ جيدًا، يتقبلهُا بحُبٍّ وإيمان، ويسعى على سمُوِّ ما استحسنهُ منها، وتطهير مااستحقبهُ فيها، وتحليةِ فطرتهِ الإنسانية الضعيفة العجولة، الهلوعة، الفقيرة ..

أنا إنسانٌ أحبَّ غرابةَ من حولهُ لغرابتهِ وغربتهِ عنهم، أحبَّ صمتهُ، وهدوءَهُ، وعذوبةَ صوتهِ، ورقتهِ المفرطة التي تكسرهُ في اليوم ألف مرة، أحبّ الحزن وتوائمَ معهُ لملائمتهِ مع الحقيقة، الحقيقة التي أدركها جيدًا .

أنا إنسانٌ سماويّ الروح حقيقةً ومعنى.. كغيمةٍ تحركني نسائمُ السعادة من شرفةٍ إلى شرفة، فأنثر ماأصابني من فرحٍ في أعماق المحلّقون عليّ من شُرَفِهم، وتصدعني رياحُ الأحزان إن هبّت؛ فأختنق من آلام قوتها إلى أن أعتصر سيولًا تهطل رواءً على من هم حولي إلى أن أختفي.. أختفي وأدرك قول المولى: {وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا} ضعيفًا كغيمة، كزهرة، كريحان، كورقةٍ في غصن الشجرة، إن تغلبت الحقيقةُ عليه اختفى، ثم يعود حقيقةً مرةً أخرى ويختفي ويعود، ويختفي ويعود إلى أن يختفيَ تمامًا.. وهذه هيَ الحقيقةُ النهائية التي لامفرّ لحقيقة الإنسان منها .

أنا إنسانٌ يحبُّ الدفء، دفء اللطف، دفء الكلمات، دفء اللقاءات، ودفء الأرواح، دفء السجود، ودفء الدعاء، دفء الوسائد عند البكاء، دفء الطبيعة، دفء الصباح، ودفء الجمال، ويَرى الدفء رحمات تحيط القلب حتى يسكُنَ ويطمئن، ويأمَنَ ويستكن، ويأمر الروح لتحلّق في أقصى سماوات النعيم .

أنا إنسانٌ يفهَمُ حقيقتهُ جيدًا، ويراها بِكُلّ وضوح .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى