مقالات

مصر تحصد كأس العالم لكرة القدم للمشردين في أوسلو

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام

في إنجاز رياضي وإنساني غير مسبوق، توج المنتخب المصري لكرة القدم للمشردين بلقب بطولة كأس العالم 2025، عقب فوزه المستحق على نظيره البرتغالي بنتيجة 4–3 في المباراة النهائية التي استضافتها العاصمة النرويجية أوسلو. ويعد هذا التتويج الأول من نوعه لمصر، وللقارة الأفريقية على مستوى منافسات الرجال في تاريخ البطولة.

ما صنعه هؤلاء الرجال ليس فقط فوزًا بكأس، بل ثورة إنسانية تلهم المجتمع لإعادة النظر في قيم الاحترام والتضامن مع من فقدوا الدفء والمنزل. إنهم رسالة تقول إن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل أداة للتغيير، للعودة إلى الحياة بكرامة، للأمل، ولإعادة بناء الأحلام من جديد.

مصر لا تنتصر سوى بقلوبها، وها هم رجالها، من لملموا أبطالهم من الشوارع، رسموا طريقاً جديداً للأمل. اللقب هو البداية، والدعوة الآن لكل الجهات—الحكومية والمدنية—لتسند أبطالنا، وتمنحهم حياة كريمة تؤهلهم لأن يكونوا قدوة حسنه .

وشهدت النسخة العشرين من البطولة مشاركة 63 فريقاً من 48 دولة، حيث تمكن المنتخب المصري من إقصاء حامل اللقب المكسيكي في ربع النهائي، ثم التغلب على منتخب جنوب أفريقيا في نصف النهائي، قبل أن يختتم مسيرته المشرفة بالفوز على البرتغال في مباراة نهائية حافلة بالإثارة.

وقد أعرب قائد المنتخب مصطفى إسماعيل (شيكا) عن اعتزازه بهذا الإنجاز التاريخي، مؤكداً أن الفوز يمثل نقطة تحول حقيقية في حياة اللاعبين، ورسالة أمل ودعوة لدمج فئة المشردين في المجتمع، وإعادة تأهيلهم من خلال الرياضة. كما نال الحارس المصري محمد حسين بدوي جائزة أفضل حارس في البطولة، تكريماً لأدائه اللافت طوال المنافسات.

الجدير بالذكر أن البطولة تحظى بدعم الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، حيث تم بث مبارياتها عبر منصة FIFA+، الأمر الذي عزز من حضورها العالمي، وأبرز رسالتها الإنسانية الرامية إلى توظيف الرياضة كوسيلة للتغيير الاجتماعي الإيجابي.

إن تتويج المنتخب المصري بكأس العالم للمشردين يعكس روح العزيمة والإصرار التي يتميز بها أبناء الوطن، كما يفتح الباب أمام المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني لتبني مبادرات أكثر فاعلية لدعم هذه الفئة، وإعادة دمجها في الحياة العامة، بما يليق بقدراتها وإمكاناتها.

وبذلك، تسجل مصر صفحة جديدة في سجلها الرياضي والإنساني، تؤكد من خلالها أن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل رسالة حياة وأمل.

شيرين عصام
شيرين عصام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى