من الحياة..

بقلم ياسر سعيد
الصحفي بالأهرام
كتب في أوراقه:
منذ لحظة اللقاء الأولي، تلك اللحظة التي خفق فيها القلب بحبك، أيقنت أنني أواصل السير في طريق لا مخرج له.. لا تمني.. لا رجاء.. لا مُبتغي..!!
طريق وَعِر.. غير ممهد بالنور، لم تُغرس علي جانبيه أشجار الأمل..!!
..وأكملت المسير..
لا حماقة مني ولا جهلًا بل رغبة عارمة في أن تنتصر أيادينا المتشابكة علي الظلام الذي عشنا فيه عمرًا وأن تنتصر معالم الحلم المشترك..
رغبة في أن نشيّد معًا من اللاشيء وطنًا نلوذ به من التيه والضياع وغياب الرحمة والأمان والافتقاد للود والسكن..
..لكن للأسف..
كانت الأحلام سرابًا كبيرًا.. ممتدًا وواسعًا، والطريق صعبًا لا نهاية له..
محلك سر..!!
الرجوع مخيف..!!
العودة قاتلة..!!
كنت وحدي أعلم أن الفقد علي نقطة المنتصف مؤلمًا كأشد ما يكون الألم.. الفقد هنا لا يشبهه فقد وقد لا يعالجه حتي تغيير الأماكن ومرور الزمن..!!
الطمأنينة تضيع.. تضمحل.. تختفي، ولا يتبقي للمرء سوي خيبته وقلة حيلته..!!
كيف لمن وعد أن يُخلف..؟!
كيف للبقاء أن يرحل..؟!
كيف استمع قلبي إلي لحن الأمنيات الكاذبة.. بل كيف علّق نفسه علي وجودك واستحال أمره للانهيار هكذا..؟!
كيف لم يحصد من الوفاء والحب الا الشرخ فالكسر والجرح العميق والوجع..؟!
هل كنت أعمي البصيرة أم البصر..؟!
لمَ أبطأت في المغادرة وكنت أعلم الحقيقة كاملة..؟!
هل وضعت مشاعري عند من لا يؤتمن عليها أو يستحقها..؟!
ظننتك الملجأ.. فإذا بكِ العاصفة..!!
أسوأ الخذلان، أن تعشق وهمًا وتستفيق منه علي أنه لم يكن لك مطلقًا ولو للحظة واحدة..
حتي الندم.. هل يجُدي، هل يُفيد..؟!
ندمي اليوم ليس عليكِ وإنما علي قلبي حين صدّقك..!!
،،،،،،
#قلب_بلا_دموع