شعر وأدب

رسالة لغائب..!!

بقلم ياسر سعيد
الصحفي بالأهرام
حبيبي..
أكتب إليك الليلة لا لكي تعود، بل لأن الغياب فاض عن احتمالي، رغم مرور الوقت لا زلت أراك في أطراف القصائد كلها.. في زوايا الذاكرة.. في ارتجافة النور حين يمر خفيفًا علي شعري ووجهي وأنا اتأمل صورة لنا جمعتنا معًا..
لا زلت تسكنني..
كنت كل الأماكن لي وحين غبت صرت كمدينة مظلمة غاب عنها العابرون وبقيت شوارعها وطرقاتها تئن في صبر عجيب.. وصمت..
أين أنت..؟!
وأين أنا من بعدك..؟!
هل تقرأني كما كنت تفعل، صفحة من بعد صفحة وسطرًا من بعد سطر وندبة تلو ندبة أم كنت محض عابرًا غادرت دون أن تترك حتي ظلالًا أو شيئًا منها ها هُنا..
تواطئت الليالي مع الحنين ضدي.. !!
أوقفتني أغان أحببناها سويًا بمنتصف الطريق بين البكاء و ذكريات بلا حصر..
أنا أنزفك علي مهل..!!
أنزفك كما تنزف الورود المتبقي من عبيرها قبل نهاية الربيع وقدوم الصيف..!!
الا أخبرتني..؟
كيف أنت بعد أن غادرتني.؟!
هل تنام بعمق..؟!
هل لازلت تشرب قهوتك مُرة مثلما كنت أشربها معك..؟!
من قابلت..؟!
هل أحببت..؟!
هل كنت أنا وأنت درس قاسٍ في كتاب الحب تقرأه الحياة مرة ثم تقرر إغلاقه وعدم فتحه للأبد..؟!
أشتاق إليك..
أشتاقك وشوقي له ألف وجه ووجه..!!
أشتاقك في غروب ناعم.. في رائحة المطر..في حديث معلق بيننا لم يكتمل.. في ورقة قديمة كتبت فيها رسالة مثل هذه لتقرأها ولم تصل..!!
لم أنساك..
بل صرت أعرفك أكثر، كما تعرف الجراح أماكنها وعليها تعتاد.. مؤكدًا في القلب..!!
كل ما تبقي لي منك روحًا تسكن أعماقي وصدي صوت لن يمحوه الزمن بمروره وابتسامة ساحرة تلوح أمامي كلما أغمضت عيني أراها..!!
حبيبي..
ابتهل إلي الله أن تبقي بخير حتي وإن قتلني الحب وأسرني الحنين و اشتياق العالم بأسره إليك..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى