من القلب.. “سحر الطبطبة” بقلم د/ مها علي دليور

تخيل يدا حانية تربت عليك وقت ضعفك تلك هي
“الطبطبة”، هي اللغة الصامتة للحنان.. وهي احتياج عاطفي ونفسي لكل إنسان مهما كانت صفته أو حتى عمره، فهي البديل السريع والذكي لكلمات؛ “أنا معك، أنا أحبك، أنا أشعر بك، أنا أواسيك، أنت مفضل لدي”…. والكثير من المعاني تحملها هذه الحركة السحرية “الطبطبة”…
فإن كنت كبير أو صغير، رجل أو امرأة، فأنت تحتاج ل”الطبطبة” ومطالب بها، فاسأل نفسك عن عدد المواقف التي مرت عليك واحتجت ليد حانية تربت عليك ولم تجد ففعلت ذلك بنفسك لنفسك، وبالمثل؛ بالتأكيد مر على غيرك مواقف احتاج منك أن تشعره بالحنان والوقوف بجانبه ولم تفعل..
ولكن كما لكل دواء توقيت، للطبطبة أيضا وقتها المثالي؛ فعندما تأتي في الوقت المناسب قد تمنع انحراف أو تغلق باب سوء الفهم، أو تجنب الفراق…وعندما تأتي متأخرة؛ فلا يكون لها أي تأثير، بل إنها قد أتت بعد أن قسى القلب وجفت الدموع وفترت المحبة فلا داعي لها…
سيدتي وسيدي تبادلا “الطبطبة” فهي الدواء الشافي والسريع لأي داء، لا داعي للانتظار والصبر في مثل هذه الحالات، فإنه يولد الجفاء..
أسوأ عبارة قيلت على مر التاريخ “التقل صنعة” فهي صنعة النرجسيين والساديين الذين يستمتعون بإيذاء الآخرين نفسيا، فلا تعزز نفسك على أحبتك وأهلك ومن لك في هذه الحياة القصيرة، وراجع حساباتك و تبادل ” الطبطبة”.
“حدث بالفعل”:
سيدة في منتصف العمر مريضة بمرض خطير، جلست يائسة تبكي على حالها، رآها زوجها فهرع إليها وضمها و”طبطب” عليها.. و أشعرها أنه معها خطوة بخطوة في رحلة علاجها، لم تمر إلا شهور قليلة حتى استعادت صحتها وعادت لرونقها..
فلا تستهين ب “الطبطبة”…
د/ مها علي دليور