شعر وأدب

الفارق الرهيب..!!

بقلم ياسر سعيد

صحفي بالأهرام

بمرور الوقت، بدأت الاحظ بكل وضوح فارقاً رهيباً بين حالي في وجودها واقترابها، مقابل نفس الحال مع غيابها وابتعادها.

كنت أجد نفسي وقت الاقتراب – حتي وإن لم تكن معي بالجسد – يُجالسني حبها منشداً علي أسماعي أجمل الألحان وأعذبها وأرق النغمات وأرقاها.

في صباح كل يوم جديد، يُوقظني هذا الحب و يُنبهني لأشعر بمعاني الحياة وأسرار الكون، حتي اني لأجد في طَلعات العابرين علي الطرقات وحركات المشتغلين، مشهداً رائعاً لمحاسن الحياة ومباهجها، وكل أسرار السعادة.

الميل إليها لحظات الاقتراب فطري وغريزي يملأ النفس بالقناعة والاكتفاء من كل شيء.. سواها، عاطفة قوية تُولِد الشوق وتوجده لكنها في نفس الوقت لا تُثيره و لا تستفزه، ثم يتحول هذا الميل شيئاً فشيئاً إلي رؤية رائعة للحياة.. للكون.. للعُمر الذي يتحول إلي حلماً جميلاً.

علي النقيض تماماً، تمضي الأيام حال غيابها و افتقادها إلي أشباح، ضباب، غيوم، ذكريات أليمة حتي و إن كانت مؤقتة و زائلة تنتهي بعودتها.
فالعين التي كانت لا تري سوي الجمال لم تعد تُبصر سوي العواصف واليأس ، والأذن التي كانت تسمع أجمل الألحان لم تعد تُصغِي لغير أنين آتِِ من الأعماق..

أما النفس التي كانت تسْعد بحركة الدنيا و نشاط البشر أصبحت لا تشعر سوي بشقاء التعساء و ويل المعذبين.

ما أحلي وجودها و اقترابها.. و ما أمرّ ليالي ابتعادها و ما أكثر مخاوفها..
يقولون أن الزمن كفيل بمداواة أشد الجراح ، لكنه الحب وحده أكثر قدرة علي ذلك.

#قلب_بلا_دموع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى