“قف وأنت تلقي التحية” بقلم شيماء حسين/العراق

ليست مجرد قاعدة سلوكية، بل هي رسالة احترام وتقدير لمن حولك.

الوقوف يعكس القيم الإنسانية التي تجعلنا أكثر قربًا من بعضنا البعض وأكثر تقديرًا للآخرين.

في عالم سريع الإيقاع حيث ينسى الكثيرون أهمية التفاصيل الصغيرة، تبقى هذه القاعدة تذكيرًا بأن الاحترام يبدأ من أبسط الإيماءات.

وتُعدّ الإيماءات الاجتماعية وسلوكيات التفاعل مع الآخرين جزءًا مهمًا من بناء العلاقات وإظهار الاحترام.

ومن بين هذه الإيماءات، تُعتبر المصافحة من أكثرها شيوعًا وانتشارًا. لكن المصافحة ليست مجرد حركة جسدية لتبادل التحية؛ بل هي تعبير عن القيم والاحترام الذي تحمله للطرف الآخر.

ومن هذا المنطلق، تظهر قاعدة سلوكية قديمة،الوقوف أثناء المصافحة يعكس احترامًا واضحًا للطرف الآخر.

عندما تقف، فإنك تُظهر اهتمامك بالشخص الذي أمامك وتقديرك لحضوره. هذه الحركة تُبرز التواضع والرغبة في التفاعل المتساوي.

في المقابل، المصافحة وأنت جالس قد تعطي انطباعًا بالتراخي أو عدم الاكتراث، حتى لو لم تكن هذه نيتك.وفي العديد من الثقافات، يُعد الوقوف عند المصافحة جزءًا لا يتجزأ من قواعد الأدب. في الشرق الأوسط، على سبيل المثال، الوقوف لتحية شخص ما يُظهر الاحترام والضيافة.

أما في الغرب، فهو يُعتبر دلالة على اللياقة والاحترافية، خاصة في بيئات العمل والاجتماعات الرسمية.

أما الوقوف أثناء المصافحة لا يؤثر فقط على من تصافحه، بل يمتد تأثيره إليك أيضًا. فعندما تقف، تشعر بمزيد من الثقة والتوازن. علاوة على ذلك، الوقوف يعزز لغة الجسد الإيجابية، مما يجعل الانطباع الأول أقوى وأكثر إيجابية وفي بيئات العمل الحديثة، تعتبر المصافحة جزءًا أساسيًا من التفاعل المهني.

الوقوف أثناء المصافحة يعكس المهنية واحترام الزملاء أو العملاء. كما أنه يعزز التواصل ويجعل العلاقات العملية أكثر سلاسة وتقديرًا. على سبيل المثال، عندما تستقبل زائرًا في مكتبك، الوقوف والمصافحة يترك انطباعًا بأنك شخص ودود ومهتم.بالطبع، هناك حالات استثنائية قد تجعل الوقوف أثناء المصافحة غير ممكن، مثل الظروف الصحية أو الإعاقات الجسدية. في مثل هذه الحالات، من المهم أن تُظهر الاحترام بطرق أخرى، مثل الابتسامة أو النظر المباشر إلى الشخص. المهم أن تكون النية واضحة وصادقة.

إن الوقوف أثناء المصافحة ليس سوى مثال واحد على أهمية التفاعل الإنساني الراقي. في الحياة اليومية، الوقوف لتحية كبار السن أو تقديم المساعدة لأحدهم يعكس أخلاقًا راقية واحترامًا للتقاليد الإنسانية.