شعر وأدب

….. عتبي… منتهى إبراهيم عطيات الأردن

 

عُتْبِيّ عَلَى رُوحين ( أَنْت وثقتي)
خيبا ظَنِّيٌّ . . .
وَلَقَد بُنِيَت لَهُمَا بيتاً مِن أضلعي . .
و فرشتُ لَهُمَا هُدباً مِن جَفْنِي . . .

وتوسدت لَهُمَا وَجَدِّي وشوقي . .
وَلَقَد تأملتُ بِهِمَا غَدِي وَأُمْسِي . .
وظننت أنهما رُوحِي وَنَفْسِي . . .
مسكينة هِي نَفْسِي !

طَيِّبَة الْقَلْب غلّفتْ شَغاف وَجَدِّي . .
وأبقتْ الْغَرِيبِ فِي عُقر بَيْتِي . . . كَان زَائِرًا ، فَأَصْبَح مَالِكًا . . .
فَكَان هُدْهُدَةٌ الحَمَام تَنْمُو مَعَ كُلِّ خَفْقَة مِن نبضي . .
أَطْعَمْتَه مِن فُتات شَوْقِي . . . وضمدت لَه مَرَاسِيم جُرْحِي ، طَمِع الْغَرِيب؛ وَمَدّ يده لِنُور عَيْنِي . .
فسلبَ الضَّوْء ، فأعمى بَصِيرَتِي و بَصْرِيٌّ ، فَاحْتَل مراتع الْوَجْد ونبضي… فهج فِيهَا بِتَلابِيب الروحِ فَأَعْجَبَه الْمَسْكَن ، فأسْتملك وَكَانَ الّذِي كَانَ .

وَمَرَّت الْأَيَّام فَأَحَبَّ أَنْ يَطِيرَ خَارِج السَّرَب، فهَمْهَمَ الحَمَام ليُعلِن النكران . .
مَنْ كَانَ غريباً بِالْأَمْس يُقاسمنا عَلَى ممتلكاتنا ، فَأَصْبَح الْمَالِك و أَصْبَحْنَا نَحْنُ غُرَبَاء الْأَوْطَان.
تُنْكِر لِلَّذِي كَانَ ، وطَعننا فِي صَمِيمِ فؤادنا ، وَقَال فِينَا مَالَم يَكُن ، وتكبّر عَلَيْنَا فَتَطَاوَلَت أعناقه ، وَحَرَق الْأَرْض بِمَن عَلَيْهَا وَوَقَفَ وَقْفِة المُنتصر . . .
سَاحِرٌ الْأَلْبَاب ، كَأَنَّه يُلَقِّنُنَا دَرْسًا أَنْ لَا نَثِق بِأَحَد حَتَّى الْأَحْبَاب . . .

لَا بَارَكَ اللَّهُ فِى لَحْظَة جمعتْ شريداً فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ.. لَا بَارَكَ اللَّهُ فِي دَقِيقَةٌ كَانَتْ فِيهَا لِقَاء . .
لَا بَارَكَ اللَّهُ فِي صدفةٍ عَمْيَاء . . .
ناكرين الْمَعْرُوف ، جُحداء . .
حَافِظَيْن الْعَثَرَات ، مُتصيدين الأَخْطَاء ، كاسرين الْخَوَاطِر ، عابثين بالمشاعر . . لَهُم أَلْفَ أَلْفِ وَجْه متصنعيّ الوِداد .
سنعيدكم سيرتكم الْأَوْلَى كَمَا كُنْتُمْ غُرباء . .

لَا أَحْبَابٌ ، وَلَا اصحاباً اخلّاء . .
مِثْلُكُم لَا يَسْتَحِقُّ مِنَّا نَظَرِة اعْتِبَار . . .
مَرْحَى لِتَصْفِيَة الحِسابات بِلَا أعْذَارٍ . . .
ارْحَلُوا مِن عُرُوش قَلْبِي بِلَا رَجْعَة . . هَذَا إمضائي عَلَى وثيقتكم فَلَا تَسْتَحِقُّون لَحْظَةَ انْتِظارٍ . . .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى