أَنَا الَّتِي لَا تُؤْمِنُ بِالْحُبِّ يَوْمًا بقلم الصحفية/ سماح عبدالغني

بَاغَتَنِي شُعُورٌ غَرِيبٌ لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ يَوْمًا
كَأَنَّ نَيْزَكًا قَرِيبًا عَلَى أَرْضِي حَضَرَ
زَادَ النَّبْضُ تَوَتُّرًا
وَارْتَجَفَ الْقَلْبُ الَّذِي دَائِمًا عَلَى حَذَرٍ
وَقَعَ سَرِيعًا بِشُعَاعٍ لَا أَعْلَمُ مَصْدَرَهُ
وَأَصْبَحَ فُؤَادِي دَائِمًا فِي خَطَرٍ
أَنَا الَّتِي لَا تُؤْمِنُ بِالْحُبِّ يَوْمًا
يُخْجِلُنِي الشُّعُورُ أَنَّ قَلْبِي فِي خِدَرٍ
وَسِنِينُ عَجَافِ الْعُمْرِ أَزْهَرَ مِنْ يَنْبُوعٍ
فَجًّا كَالسَّلْسَبِيلِ حِينَ حَضَرَ
أَيْنَعَ بِفُرُوعِ الْمَحَبَّةِ وَأَوْرَقَ بَاتَ مُخْضَرًّا
كَأَنَّ نَيْزَكًا قَرِيبًا عَلَى أَرْضِي حَضَرَ
وَأَنَا الْمُتَسِمُّ بِالصُّمُودِ لَا يَهْتَزُّ مِنْ خَطَرٍ
وَلَا يَمِيلُ إِنْ أَتَى نَيْزَكٌ قَرِيبٌ مِنْ حَجَرٍ
لَكِنَّ الْقَاسِيَ مَالَ وَالْحَجَرَ تَفَتَّتَ فُتَاتًا فُتَاتًا
وَالْفُؤَادُ أَصْبَحَ يُلِينُ وَالْجَلِيدُ مِنْ الْحُبِّ ذَابَ
وَالرُّوحُ صَابَتْهَا الْحَيَاةُ
أَمْ بَعْدُ
عَلَى حُبِّكَ فَتَحْتُ عَيْنَيَّ
وَرَأَيْتُ الْحُبَّ يَنْبِضُ بِقَلْبِي بِالْحَيَاةِ
أَخْفَيْتُ حُبَّكَ فِي عُمْقِ عُمْقِ الرُّوحِ
حَتَى لَا يَحْسُدُنَا الْعَوَاذِلُ وَيُفَرِّقُونَا
وَأَخْفَيْتُكَ سِرًّا عَنِ الْعُيُونِ
يَا أُمْنِيَةً تَحَقَّقَتْ بَعْدَ سِنِينِ الْعَجَافِ



