شعر وأدب

دموع..!!

بقلم ياسر سعيد
الصحفي بالأهرام
هل دموع الرجل ضعف..؟!
لا أظن..
إنها سطور عن الرجال فالمرأة باكية بطبعها، دموعها قريبة والنادر منها صادق وحقيقي..
ماذا عن الرجل..؟
الرجل تُشقيه الحياة بأكثر مما نعتقد وبأعمق مما نتخيل ويتحمل ولا يكترث..
يواجه بصبر عجيب أزمات الحياة واحدة تلو الأخري فيهزمها جميعًا ويصمد واقفًا ثابتًا حيث يعلم أن العقبات هي الحياة.. ولا يكترث..
الرجل يَسقط إلي القاع مرارًا ثم ينتفض صاعدًا القمم وقد حمل القاع معه فوق رأسهِ حتي لا يسقط فيه مرة أخري.. و لا يكترث..
ماذا يُبكي الرجال إذن..؟
يَبكي الرجال فتسقط دموعهم صامتة ساخنة أمام مرض أب.. أو ألم أم.. أو دعوة صادقة مُخلصة ونقية اهتز لها قلبه من أحدهما أو كليهما..
يَبكي الرجال من جحود ابن..
يَبكي الرجال من رحيل أصدقاء العمر أو من بشر ذي غدر ومعدن رخيص ومن عديم أصل لا يرتقي..
يَبكي الرجل نفسه إذا تخلي عن الأحلام طَواعية أو مجبرًا ونفض يده من حماس الروح واستسلم للخمول المميت..
يَبكي الرجال الحقيقيون ندمًا إذا تسببوا لأحدهم في كسر الخواطر واهتزاز الثقة ونزف القلوب أو خدش الروح..
ثم يَبكي الرجل أضعافًا مضاعفة عمره كله إذا أضاع إمرأة يُحب..
دموع الرجل تشهد بألمه العظيم وهَمّه فوق الاحتمال ولا تُري، عادة ما يبكي الرجال وحدهم في وجوم دون نحيبًا أو صوتًا ولا يفضلون أن يراهم أو يشعر بهم أحد، لذلك  ولكل إمرأة لو غلبت الدموع رجلًا أنتِ معه تمسكي به، إنه يراكِ أقرب إليه من نفسه..
لا تحاولي إنهاء دموعه، دعيها حتي تجف من تلقاء نفسها وتتوقف تماماً..
وقتها ضميه إليكِ واسمعي له، فسوف يَبوح وحده ويُخبرك كم مرة أَجهزت الدنيا عليه.. كم مرة أذاقته الموت ثم عاد معكِ وحدك – فقط – مرة أخري للحياة..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى