سيف عيسى وعودة السلام الجمهوري بعد ٢٨ سنة.. إنجاز مصري يُكتب بماء الذهب

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام
بعد غياب دام ثمانية وعشرين عامًا، عاد السلام الجمهوري المصري ليصدح في سماء البطولات الدولية للتايكوندو، بفضل البطل سيف عيسى الذي أعاد لمصر مكانتها الرفيعة على منصات التتويج العالمية. لحظة انتظرها عشاق اللعبة طويلًا، فحين ارتفع علم مصر وعزف النشيد الوطني، لم تكن مجرد لحظة فوز، بل كانت لحظة استرداد مجدٍ وإحياء روح وطنية لا تعرف الانكسار.
سيف عيسى لم يحقق إنجازًا شخصيًا فحسب، بل كتب فصلًا جديدًا في تاريخ الرياضة المصرية. فبإصراره وإيمانه، كسر حاجز السنوات، وأثبت أن البطل الحقيقي هو من لا يرضى إلا بالقمة، مهما تعاقبت الصعاب. لقد كان مثالًا للشجاعة والانضباط والإرادة التي لا تلين، ليصبح مصدر إلهام لكل لاعب شاب يحلم بأن يرى علم بلاده مرفوعًا في المحافل الدولية.
ولا يمكن أن نغفل الدور الكبير الذي قام به المستشار محمد مصطفى، رئيس الاتحاد المصري للتايكوندو، والنائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية المصرية، ونائب رئيس الاتحادات القارية للتايكوندو في أفريقيا والعالم العربي، والذي قدّم دعمه الكامل والمستمر للأبطال، مؤمنًا بأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان والموهبة.
فقد استطاع، من خلال رؤيته الحكيمة وإدارته الواعية، أن يخلق مناخًا مثاليًا للتميز، ويعيد بناء الثقة بين اللاعبين والاتحاد، ليصبح الاتحاد نموذجًا يحتذى به في التنظيم والانضباط والرعاية الفنية.
لقد أثبتت هذه البطولة أن الإنجاز لا يصنعه لاعب واحد فقط، بل منظومة متكاملة من الإخلاص والإدارة والفكر والروح الوطنية. وسيف عيسى اليوم ليس مجرد اسم في قائمة المتوجين، بل رمز لعزيمة المصري الذي لا يعرف المستحيل، وجزء من منظومة يقودها رجال يعملون بصمت وإخلاص لرفع اسم مصر عاليًا.
وعادت مصر لتغني سلامها الوطني على منصات العالم، لتقول للعالم أجمع:
“نحن هنا.. وسنظل دائمًا أصحاب العَلم والمجد والكبرياء.”




