مسئولية الدولة.. بقلم / كواعب أحمد البراهمي

لقد تبين لنا في الأيام الماضية أنه يوجد طائفة كبيرة من العمال والعاملات صغار السن . والذين يقومون بأعمالهم من أجل اسرهم.
وانهم يحملون على عاتقهم مسئولية كبرى في توفير حياة افضل لأنفسهم ولأسرهم. ولكن الدولة لا توفر لهم العناية المطلوبة بل وليسوا في حسبانها ولا تعلم عنهم شيىا إلا اذا وقع حادث لهم . وهؤلاء الاولاد والشباب هم جيل عظيم شعر بالمسئولية منذ صغره . ولكنه لا يأخذ حقه سواء في الاجرة اليومية عن عمله . أو توفير مواصلة محترمه له ، تكون مسؤولة عن سلامته ووقته.
وبالطبع لا يتلقى العلاج على نفقة صاحب العمل مثل الشركات والمؤسسات اذا حدث له طارىء مرضي . فلابد أن تتدخل الدولة بقانون تنظيم عمل هذه العمالة . ولابد ان تجبر أصحاب المزارع أو هذه المنشآت أن تتعاقد مع وسيلة مواصلات تخضع للمعايير الأساسية في حفظ السلامة.
وأن يكون السائق من ذوي الخبرة والرشد وليس متهورا على الطريق
ويجب أيضا أن تكون رقابة الدولة على الطريق الإقليمي أو ما يماثله من الطرق اهم واكبر. حيث تكررت الحوادث ، وربما هي موجودة ومتكررة ولكن لم نسمع عنها لعدم نشرها على الميديا. فلابد من وجود كاميرات مراقبة ومتابعة لحالات السير على الطريق وضبط السرعة ، وفي حال وجود إصلاحات لابد من تنظيم السير عن طريق وزارة الداخلية وليس أن يتم ترك السائقين هم ومهاراتهم مع سائقي النقل الثقيل وسيارات الأجرة والملاكي. ولابد من فحص سيارات الأجرة لتكون بها الحماية للركاب. وكذلك التدقيق في منح رخص النقل الثقيل حيث يشكل خطورة بالغة على الطريق مع تجاوز السرعة.
ولا أعرف لماذا النقل الثقيل يسير على يسار الطريق، رغم أن الحارة المخصصة لهم اليمين. لقد رأيتهم بعيني يسرعون على الطريق الدائري ويتجاوزون السيارات ليسيروا في الحارة اليسرى . لو تم تركيب كاميرات مراقبة للطريق ( وضعها في أماكن مرتفعه كي لا يتم تكسيرها من المتضررين ) يمكن ضبط تلك السيارات المخالفة وسحب رخصها أو توقيع جزاءات مالية عليها يجبرها على الإلتزام. ولو كانت الكاميرات موجودة ما تمت سرقة السور الحديدي بطول الطريق الدائري بالقاهرة فعدم وجوده يشكل خطورة ايضا . فكما نهتم بالمطارات والأماكن الحيوية ، لابد أن نهتم بالطرق الإقليمية والداخلية والتي يحدث عليها حوادث تحصد أرواح أبرياء يسعون على لقمة العيش ليعيشوا في كرامة.
فبدلا من أن نقول لهم بارك الله فيكم ونقدم لها ما يساعدهم على الحياة والعمل نتركهم للاهمال ولتحكم أصحاب الأعمال بهم ولضياع ارواحهم .هؤلاء الشباب لا يحتاجون إلا لوسيلة نقل أمنه واجرة مجزية عن عملهم وعدم استغلال سواء أكان هذا الاستغلال بزيادة ساعات العمل عليهم أو عدم توفير مواصلات أمنه لهم أو عدم دفع اجرة تتساوى مع مجهودهم في العمل.
فالمفروض أن نقول لهم شكرا على كونهم مصادر دخل شريفة وحلال لاسرهم ، في وقت انتشر فيه الاهتمامات التافهة من الشباب الآخرين وجلوسهم على النت وتعاطيهم المخدرات وتقديم محتويات تافهه على التيك توك وغيره والنوم طوال النهار والجلوس على المقاهي ليلا.
فالشاب والشابة العامل في سن صغير يستحق الدعم والتقدير كما ان حماية ارواح الناس يكون الهدف الاول للدولة ، والاهتمام بعدم وقوع الحوادث هو الاساس وليس التعويض لأهل الضحايا بعد وقوع الحادث.
فما حدث على الطريق الاقليمي وتكرر خلال نفس الأسبوع يستحق وقفة ويجب ألا يتكرر مرة أخرى فهذه مسئولية الدولة أولا.