بَشر و أقْنعة.. بقلم ولاء شهاب

تَوَهُّانٌ وَ حِيرَةٌ ..
طُرُقٌ وَعِرَةٌ، وَمُنْحَدَرَاتٌ كَثِيرَةٌ،
فُقْدَانٌ لِلْهُوِيَّةِ، نِهَايَةٌ مُوجِعَةٌ،
وَما بِالْيَدِ حِيلَة …
رُوحٌ تَذُوبُ كَالْجَلِيدِ،
وَمُقْلَتَانِ تَزْرِفَانِ أَنْهَارًا غَزِيرَةً …
تَبْحَثُ عَنِ النُّورِ، فَلَا تَلْقَى إِلَّا
العَتْمَةَ سَبِيلًا …
نُزُوحٌ فِي المَشَاعِرِ بَحْثًا
عَنْ وَطَنٍ يَحْتَوِيهَا،
فَلَمْ تَجِدْ سِوَى الغُرْبَةِ بَدِيلًا …
وَوَجْهٌ يُحَدِّقُ فِي السَّمَاءِ، فَيَرَى
النُّجُومَ بِلمَعَانِهَا سُرَادِقَ عَزَاءٍ،
مَاتَ الحُلْمُ غَدْرًا،
بِلَا كَلِمَةِ رِثَاءٍ …
وَدُنْيَا زَائِفَةٌ،
نَعِيشُهَا بِصِدْقِنَا فَتَمْنَحُنَا الرِّيَاءَ …
نُلَاقِي البَشَر َبِوُجُوهِنَا الحَقِيقِيَّةِ،
وَهُمْ يُبَدِّلُونَ أَقْنِعَتَهُمْ
كَمَا يُبَدِّلُونَ مَسَارَ خُطَاهُمْ
بِلاَ اسْتِحْيَاءٍ …
يَا إِلَهِي!
تُرَيَ مَنْ فِينَا الجَانِي ؟!
أَهُوَ مَنْ عَاشَ الدُّنْيَا بِقَلْبٍ نقي
لَا يُدْرِكُ سِوَى العَطَاءِ وَصِدْقِ المَعَاني
يَفِيضُ مِنْهُ الحُبُّ وَيَهَبُهُ
لِلْقَاصِي وَالدَّانِي ؟!
أَمْ مَنْ نَزَعَ قَلْبَهُ وَعَاشَ جَاحِدًا،
أَنْانِيًّا، يَنْهَشُ أَرْوَاحَ البَشَرِ،
يَسْتَبِيحُ دِمَاءَهُمْ،
يَغْرِسُ أَنْيَابَهُ فِي أَعْمَاقِهِمْ،
وَيَرْقُصُ عَلَى أَنْقَاضِهِمْ،
مُتَشَبِّعًا بِالأَلَمِ،
وَهُوَ لَا يَرْتَدِعُ وَلَا يُبَالِى ؟!
ولاء شهاب