مقالات
معتوه أمريكا.. الموقف الصعب والأصوات الشاذة..!!

بقلم ياسر سعيد
صحفي بالأهرام
من أغرب ما يمكن أن يتصوره العقل منذ أعلن ذلك المعتوه الجالس في البيت الأغبر – الأبيض سابقاً – عن خططه ورؤيته الفاسدة لغزة وشعبها بعد الحرب هو تلك الأصوات الداخلية ذات النغمة الشاذة في ظرف من أدق وأخطر الظروف التي يمكن أن تواجه الأمة..
هذه الأصوات، بدلاً من أن توجه أسلحة أقلامها لترفض بشكل مطلق وصريح حماقة مجنون أمريكا وتابعه النتن في الكيان السرطاني، راحت توجه سهامها ضد الداخل فتعيد تذكير الناس و – خاصة هنا علي السوشيال ميديا – بإن الإهانة الحقيقية لم تجيء من ترامب وطريقة تعامله معنا وإنما جاءتنا يوم اجترأ حكامنا علي حقوقنا ولذنا نحن بالصمت المطبق و ارتضينا أن نعيش تحت رحمة ومزاج السلطة فكان هواننا علي غيرنا أيسر وأسهل..!!!!!!!!!!!!!
أي كلام هذا في مثل هذا الظرف الدقيق..؟!
وهل هذا توقيته الصحيح..؟!
إنه صوت الحماقة والرعونة في أسمي صورها وبأكبر وأشد وأقوي من حماقات مأفون الولايات المتحدة، عجوزها الخَرِف وتابعه القفة.. النتنياهو بنيامين..!!
أهي الشماتة.. و ممن.. ولماذا.. ؟!
الاختلاف بيننا في الداخل وارد جداً كيفما و وقتما شئنا، لكن أمام مثل هذه التوترات العظمي في المنطقة والتي ربما لم تحدث منذ حرب السادس من أكتوبر 1973، و أمام أيام قادمة قد تكون حُبلي بمفاجآت لا يعلم مداها إلا الله، و أمام فجاجة وصلف ترامب كزعيم مافيا لا كرئيس دولة، أمام كل ذلك و هذا و ذاك لابد أن يكون لنا وقفة سريعة مع النفس قبل أن تكون مع الوطن..
إنني وبشكل واضح وصريح لا لبس فيه مع توجيهات الدولة لكل أجهزتها ومؤسساتها بالاستعداد لأسوأ السيناريوهات القادمة فذلك أمر فطري بديهي حدوثه و وقوعه دون توجيهات من الأصل وعند الجميع المعارض مننا والمؤيد، وإذا كانت الحكومة تستعد.. فماذا فعلنا نحن كشعب وكمواطنين.. ؟!
المسئولية جلل، كان الله في عون من يتحملها..
إلي الأقلام التي اتخذت من الأحداث الحالية فرصة للنقد أو الشماتة مِن – وفي – بعض أوضاع الداخل لكم أن تعلموا أن رؤية بالون أمريكا المتغطرس المدعو ترامب وأحلامه الكبري هي إعلان حرب علينا وعلي المنطقة ككل..
الاصطفاف هنا خلف الدولة يكون فرض بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، لا هو واجب ولا سُنة ولا حتي مُستحب، رغم تهكمكم الشديد الواضح علي مصطلح الاصطفاف والسخرية منه..!!
إن أسوأ وأقبح ما يمكن أن يواجه أمة من الأمم في الوقت الصعب هو عدو لها من داخلها يُقوض قدراتها ويُحبط عزائمها ويوجه نيران غضبها وقسوة و طاقة اشتعالها إلي صدور أهلها وليس إلي قلوب كل من يتربصون بها و بهلاكها..
أسوأ و أقبح ما يمكن أن يواجه أمة من الأمم هو التشرذم والتفتت والفرقة ساعة الخطر بدلاً من الالتقاء والجمع و وحدة الصف وبشكل مطلق لا شك فيه..
مصر باقية.. و الجميع زائل..