مقالات

السيسي.. يقود الدراما نحو استعادة الهوية وحماية صورة المجتمع في رمضان

بقلم الكاتبة الصحفية — شيرين عصام

في خطوة تعكس إدراك الدولة لدور القوى الناعمة وتأثيرها على تشكيل الوعي، وجّه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تعليمات واضحة بشأن المحتوى الدرامي المقرر عرضه خلال شهر رمضان، مؤكدًا على ضرورة منع أي أعمال تروّج للمخدرات، أو تمجّد البلطجة، أو تقدم المرأة المصرية بصورة مهينة أو مشوّهة.

هذه التوجيهات لم تأتِ بدافع الرقابة، بل بدافع المسؤولية الوطنية وحماية المجتمع من الانحدار القيمي الذي تسللت إليه المسلسلات في السنوات الأخيرة، بعدما أصبحت بعض الأعمال تُصدِّر صورة مظلمة عن المصريين لا تمت لواقعهم ولا لتاريخهم القيمي والحضاري بصلة.

الدراما… سلاح ثقافي وليس أداة هدم

تاريخيًا، لعبت الدراما المصرية دورًا رائدًا في نشر الثقافة والتنوير والدفاع عن قيم الشرف والانتماء والتسامح. حملت اسم مصر إلى الوطن العربي كله، وكانت ضمير المجتمع وعينه التي تكشف مشكلاته بوعي واحترام.
لكن خلال العقد الأخير، شهد المحتوى الدرامي موجة إسفاف ممنهج ركّز على نماذج البلطجة، والعنف الأسري، وتجارة المخدرات، وكأن الانحراف أصبح بطلًا وقدوة.

توجيهات الرئيس تعيد الدراما إلى وظيفتها الحقيقية:

الارتقاء بالذوق العام
دعم منظومة القيم والأخلاق
صون الهوية المصرية الأصيلة

المرأة المصرية… خط أحمر

شدد السيد الرئيس على منع أي محتوى يسيء للمرأة المصرية — تلك التي كانت ولا تزال رمز التضحية والقوة والكرامة على مدار التاريخ.
فالمرأة المصرية ليست تلك الصورة المستهترة التي تُصدّرها بعض الأعمال، ولا الضحية الضعيفة التي لا صوت لها، بل عامود البيت المصري وعنوان الحكمة والعفاف والنجاح.
ولذلك فإن تقديمها بصورة تحترم دورها الاجتماعي والإنساني أصبح واجبًا وطنيًا لا خيارًا فنيًا.

الدراما في رمضان… رسالة للأمة

رمضان هو الموسم الدرامي الأكبر تأثيرًا على الأسرة المصرية والعربية، وتُتابعه الملايين على موائد الإفطار.
ومن غير المقبول أن تتحول هذه المساحة الروحانية إلى نافذة لتشويه المجتمع أو كسر الحياء العام أو هدم القيم لدى الأجيال الناشئة.

تأتي توجيهات الرئيس كرسالة واضحة للمؤسسات الإعلامية والشركات المنتجة:

الفن ليس تجارة بلا ضمير… الفن رسالة.

القوى الناعمة شريك في بناء الوطن

مصر تُحارب التطرف على الحدود، وتُحارب الجريمة بالقانون، وتُحارب الانهيار الأخلاقي بالوعي والثقافة.
والدراما — إلى جانب التعليم، والمدرسة، والمسجد، والإعلام — هي مكوّن أساسي في معركة الوعي.
ومع التزام صناع الدراما بالتوجيهات الجديدة، سيكون رمضان المقبل علامة فارقة في حماية الأسرة، وإعادة الثقة في الفن، واستعادة الريادة المصرية.

🔹 الرئيس لا يتدخل في الإبداع… بل يحمي المجتمع.
🔹 والفن الحقيقي لا يزدهر إلا في بيئة تحترم الأخلاق والهوية.

لتكن هذه اللحظة نقطة تحول تعود بها الدراما المصرية إلى مكانها الطبيعي:
دراما تبني ولا تهدم… ترتقي ولا تبتذل… تعكس مصر الحقيقية، لا مصر التي يحاول البعض تشويهها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى