مقالات

قاعدة العديد ورقة قوة في يد الدوحة أم تتحول إلى عبء ثقيل

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام

شهدت المنطقة العربية حالة من التوتر المتصاعد عقب الضربة الأخيرة التي نفذتها حركة حماس ضد إسرائيل، وهو ما أعاد فتح ملف القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في الخليج، وعلى رأسها قاعدة العديد الجوية في قطر، التي تُعد أكبر وأهم وجود عسكري أمريكي في الشرق الأوسط.

ورغم أن الدوحة لعبت لسنوات دور الوسيط في ملفات إقليمية حساسة، خاصة في القضية الفلسطينية، فإن وجود هذه القاعدة يضعها في قلب المعادلة العسكرية والسياسية، بين دورها الدبلوماسي كوسيط، وارتباطها الأمني بواشنطن.

تهديد مباشر

يشير خبراء إلى أن وجود قواعد أمريكية ضخمة يجعل قطر هدفاً محتملاً لأي رد انتقامي من قوى المقاومة أو دول إقليمية تعتبر أن واشنطن طرف أساسي في دعم إسرائيل. ومع ارتفاع وتيرة التصعيد في غزة، يظل احتمال استهداف هذه القاعدة قائماً، ما يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي القطري والخليجي.

غضب شعبي متزايد

لا يقتصر الخطر على الجانب الأمني فقط، بل يمتد إلى الجانب الشعبي والسياسي. فوجود قواعد أجنبية في قلب المنطقة يُنظر إليه من قِبل قطاعات واسعة باعتباره انحيازاً عملياً لإسرائيل، وهو ما قد يُفقد الدوحة رصيدها الشعبي والدبلوماسي الذي راكمته من خلال دور الوسيط في السنوات الأخيرة.

سلاح ذو حدين

من جهة أخرى، ترى قطر وحلفاؤها الخليجيون أن هذه القواعد تمثل مظلة حماية ضد أي تهديدات إقليمية، سواء من إيران أو من اضطرابات محتملة في المنطقة. لكن المفارقة أن هذه “الحماية” قد تتحول في لحظة إلى “خطر داهم” يجعل البلاد في مرمى الصراعات الدولية.

قراءة في المشهد

في ظل التوتر الراهن، تبدو قطر عالقة بين خيارين أحلاهما مُر:

الإبقاء على القاعدة كجزء من التوازنات الأمنية الإقليمية.

أو تحمل تبعات وجودها في حال توسع الصراع وجرّ المنطقة إلى مواجهات أوسع.

ويبقى السؤال المطروح: هل ستظل قاعدة العديد ورقة قوة في يد الدوحة، أم تتحول إلى عبء ثقيل يجرها إلى قلب معركة لا تريد خوضها؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى