شعر وأدب

مع الله..

بقلم ياسر سعيد

الصحفي بالأهرام

يارب..
يا من تري عبادك بين سجود وركوع، عبادك قد تاهت أرواحهم.. تغرّبت بين اليأسِ والحيرة، أرواحاً لا تخفي عليك أوضاعها..
عجز.. حاجة.. حزن.. ألم.. شرود وندم.. تردد وانهزام ونفس عن هوي الدنيا لم تَكُف أطماعها..

يارب..
نعوذ بك من تباريح الوجع ومن أحاسيس النزوع لكل ما أرهقنا.. نبرأ إليك من الحقد والغيرة ومن الحسد في العيونِ أوسعها..
نسألك قلوباً كنبتةٍ أصيلة طالت السحاب؛ لمست الشمس والقمر فرحاً من السعادة فيما بقي من سنوات العمر لا تريد وداعها..
لا تجعلنا فريسة لطماع اضمر لنا سوءاً ولا فرصة سهلة لأي منتظر اهلكته الدنيا بعد أن أفلتها لم يأخذها غلاباً فضيّعها..

يارب..
اللهم وإن كنت مجرد عبداً فرداً بين جموع عبيدك، ما كل عبد تُرخي عليه أبواب السماء أستار أسماعها..
غيمك سكينة..
لَيلُك طُمأنينة..
شمسك ضياء ونور، قد أخذ منها قمرك وميض شعاعها..
ربِ فرّقت بين الناس كلهم لا بالمنصب ولا بالمال وإنما بطاعتك وحلو المعشر والطباع فلا تُحَمِلنا من أخلاق البشر ما لا يتفق معنا و لا تُحَمِل نفوسهم معنا ما هو ضد أطباعها..

يا الله..
هالكٌ أنا إلا إن عفوت عني فرحمتني، يا ليتني ما أطعتُ نفسي الثائرة بين الضلوع.. ضيّعت النفوس كل من أطاعها..
كم من ذنب كان له طرباً ولذة.. سروراً ونعيماً..ثم استحال لغزير الدموع و كم من شهواتٍ قد استعبدت أتباعها..

يارب..
قد وعدتُ روحي معك بالرحمة والرجاء وإجابة الدعاء، لا يعتريك الحزن يا قلبي، لا تَغرّنك العودة لما كان من سيء الذنوب قد أهلكتك وباعتك دون ثمن، هل تشتري القلوب النقية الأبية من قد باعها..؟!

#قلب_بلا_دموع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى