فِي اليَوْمِ العَالَمِيِّ لِلْغَةِ العَرَبِيَّةِ.. بقلم الصحفية سماح عبدالغني

نَقِفُ إِجْلَالًا أَمَامَ لُغَةٍ
حَمَلَتْ فِي طَيِّاتِهَا تَارِيخَ أُمَّةٍ
وَصَاغَتْ بِأَبْجَدِيَّتِهَا أَرْوَعَ قَصَائِدِ المَجْدِ وَالحَضَارَةِ
هِيَ لُغَةُ الضَّادِ، لُغَةُ القُرْآنِ الكَرِيمِ وَالأَذَانِ
الَّتِي جَمَعَتْ بَيْنَ جَمَالِ اللَّفْظِ وَعُمْقِ المَعْنَى
فَكَانَتْ جِسْرًا بَيْنَ المَاضِي العَرِيقِ وَالحَاضِرِ وَالمُسْتَقْبَلِ المُشْرِقِ
وَلِسَانُ حَالِ الهُوِيَّةِ وَالِانْتِمَاءِ
تَمْتَازُ بِثَرَائِهَا وَجَمَالِهَا وَمُرُونَتِهَا وَقُدْرَتِهَا عَلَى مُوَاكَبَةِ كُلِّ الأَزْمَانِ
فِي حُرُوفِهَا عَبْرَ القُرْآنِ الكَرِيمِ
وَفِي كَلِمَاتِهَا بَرِيقُ الشِّعْرِ
أَمَا فِي نَحْوِهَا وَصَرْفِهَا نِظَامٌ يُعَلِّمُنَا الدِّقَّةَ وَالِانْضِبَاطَ
نَحْتَفِي اليَوْمَ بِعِرَاقَةِ لُغَتِنَا العَرَبِيَّةِ
أَحَدِ أَهَمِّ رَكَائِزِ هُوِيَّتِنَا العَرَبِيَّةِ وَالإِسْلَامِيَّةِ
فَاللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ أَدَاةِ تَوَاصُلٍ
بَلْ هِيَ وِعَاءٌ ثَقَافِيٌّ يَحْمِلُ تُرَاثَنَا وَتَارِيخَنَا وَقِيَمَنَا إِلَى العَالَمِ
هِيَ لُغَةُ الإِبْدَاعِ وَالفِكْرِ
وَلُغَةُ العِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ الَّتِي سَاهَمَتْ فِي نَهْضَةِ الحَضَارَاتِ عَلَى مَرِّ العُصُورِ
بِكُلِّ فَخْرٍ وَاعْتِزَازٍ نُجَدِّدُ العَهْدَ بِحِمَايَةِ لُغَتِنَا العَرَبِيَّةِ
وَتَعْزِيزِ حُضُورِهَا فِي التَّعْلِيمِ وَالثَّقَافَةِ وَالإِعْلَامِ
وَنَغْرِسُ حُبَّهَا فِي قُلُوبِ الأَجْيَالِ




