“بحر الوبال” بقلم الأستاذة: سمية شرحبيل

إهداء لأرواح الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت فاعتلوا جياد الموج أملا في العبور
فكان لهم المقام في غيابات اليم أو على ناصية الثبور
تأملت عباب البحر
فألفيته على غير عادة
مياهه تموج
بلا هوادة
تنسلخ من ألوانها
السماوية الزاهية
لتتسربل بأردية مدرجة
بكتل حمراء قانية
تصطبغ بالسواد
و تتدثر بأعبئة الحداد
كلما زادت
عتمة الأيام
و درك الأعوام
و كدر الأنام
و أدركت الروح
غَبَرَةُ السُّنُون
و لفحة المنون
تصدر همهمات
من أنين مكتوم
و وتين مكلوم
تروي حكايات
القهر و الجور
تَرْثِي صبيانا
شيبا و شبابا
عاشوا حضيض العمر
سلكوا دروب القهر
حتى إذا..
أرخيت سدول الدهر
ابتغوا العبور
فكان لهم المقام
في غيابات اليم
أو على شطآن الخذلان
و ناصية الثبور
تتكسر المويجات
على الضفة في ذهول
تتهادى في ذبول
تترنح في إذلال
كأنها عائدة من قتال
تصطحب معها
لفائف من حبال
و حزمة من رجال..
تلوح في الافق
أطياف الوبال
تصير الأرواح الظمآى
مقيدة بالحبال
إذ يغدو العود محال
و الكر أهوال
و لا سبيل إلا الإرتداد
من حيث لا مآب
أشياءا و أشلاءا
و أكواما
من رميم هشيم
مصفدة بشظايا أغلال
و بقايا أسمال
و أحلاما محترقة
طالها اشتعال..