مقالات

عين الدجال وتزييف الحقائق ومستقبل الأطماع الصهيونية في الشرق الأوسط 

مقال رأي بقلم د. محمد عبد العزيز
كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الافريقية
الغرب يرى بعين واحدة وهي عين مصلحته ، عين ترى أن شعب الله على الأرض هو شعب إسرائيل ويجب أن تكون دولة هذا الشعب في الأرض المقدسة على أرض فلسطين المحتلة ، عين ترى دماء العرب والمسلمين أقل قيمة من البترول والغاز في أراضي العرب والمسلمين ، عين واحدة ترى المجتمع الإسرائيلي مدنيين وهم منذ نشأتهم وحتى الآن مستوطنين مسلحين يسىرقوا الأرض ويقتلوا أصحاب الأرض الأصليين مستوطنين خدموا جميعا في جيش الإحتلال فترة لا تقل عن ثلاث سنوات ويبقوا لمدة طويلة جدا في خدمة قوات الاحتياط بهذا الجيش لذا لا يمكن تسمية السارقين والقاتلين بمستوطنين أو مدنيين ولا يحق للاحتلال الدفاع عن نفسه ضد مقاومة من هو تحت الاحتلال ولا يحق للاحتلال أن يواجه المقاومة بهذا القدر الهائل من القوة العسكرية ، على سبيل المثال إذا هاجمك شخص بيده عصا فأنت لكي تواجهه جيدا وتحقق الردع لا تحتاج أكثر من مسدس وليس دبابة لكن الغرب يحارب بالدبابات من ليس في أيديه إلا العصا لأن الغرب يرى بعين واحدة ترى من يقتل ويلقي القنابل والصواريخ على مدار الساعة مظلوم ومن يقاوم على فترات متباعدة هو الظالم فكيف يكون من يقاوم بعد فقدان الأمل في الحياة والعمل على أرضه المسلوبة وحصاره في أقل ما يمكن كمساحة من تلك الأرض كيف يكون هو الظالم ؛ لذا فإن حوار المنطق سيهزم الغرب صاحب العين الواحدة في الرؤية والحكم على الأمور مثلما فعل الكثير من العرب والفلسطينيين في حوارات صحفية وتلفزيونية مع إعلاميين الغرب ولكن غالبية الناس في الغرب لن يقتنعوا بالمنطق في الحوار لأن الفكر الصهيوني متجذر في الغرب خاصة في المجتمع الأمريكي ويجب أن يكون لدينا وسائل ضغط ورسائل إعلامية قوية مستمرة كل يوم وليس رسائل انفعالية نتيجة فوران ما بسبب تصاعد الأحداث وقت الأزمات ، يجب الاتحاد بين العرب واستخدام كل وسائل القوة الاستراتيجية جغرافيا واقتصاديا يجب أن تتكلم الأموال الطائلة التي يستثمرها الخليج في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية يجب ضغط حلفائنا في الصين وروسيا وكل دول العالم الحر ، لأن هناك مخطط كبير لانهاء القضية الفلسطينية ليس بتهجير أهل غزة إلى سيناء فقط بل وبتهجير أهل الضفة إلى الأردن وتهجير المتبقي من الفلسطينيين إلى لبنان وإعادة رسم خريطة لبنان المنهك تماما ليتم استحواذ اسرائيل على الغاز اللبناني في البحر الأبيض المتوسط ، هناك مخطط كبير وللأسف المدعو “بايدن” يقدم أوراق اعتماده للانتخابات القادمة على حساب الدماء العربية والمقدرات العربية ، المنطق والعين الواحدة للغرب لا ترى إلا أنه لا يمكن استهداف وخطف المدنيين من الإسرائيليين والجنسيات الأخرى ومعظمهم أمريكان وأوروبيين لكن لا يسألوا أنفسهم ماذا قدم العالم وماذا قدم الأمريكان والأوروبيين للفلسطينيين غير دعم إغاثي محدود طوال ٧٥ عاما بينما تعرض الفلسطينيين خلال تلك الفترة لكل جرائم الحرب من قتل وسرقة أرض وتهجير قسري وهدم منازل بالضربات العسكرية الجوية والصاروخية ، العين الواحدة هي عين ترى من منظور واحد يقلب الحق باطل والباطل حق ، بالنسبة لي لقد هاجمت ولازلت أهاجم الإخوان المسلمين لكني لا استطيع وصف أي مقاومة فلسطينية بالإرهاب إلا بعد إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود ١٩٦٧م وهذا أضعف الإيمان وهذا ما لا تقبله أي إدارة أمريكية سواء كانت جمهورية أو ديموقراطية وهذا ما لا تقبله أي إدارة اسرائيلية خاصة الإدارة اليمينية المتطرفة الحالية التي تعمدت اقتحام المسجد الأقصى بشكل متكرر وتعمدت تهويد الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية وطرد الفلسطينيين من منازلهم بالقوة ، كل الفكر الصهيوني هو فكر سياسي وللأسف يتم الترويج له في الكنائس الأمريكية على أنه فكر ديني وهذا الفكر الصهيوني يتعارض مع أسس الديانة المسيحية للقديس أغسطينوس واضع أسس الإيمان المسيحي ، ويتعارض الفكر الصهيوني أيضا مع التناخ عند اليهود فلا يحق لليهود العودة من الشتات للأرض المقدسة قبل مجيء المسيح ولا يحق لليهود إقامة دولة لهم قبل مجيء المسيح لكن الفكر الصهيوني يدعي أن عودة اليهود للأرض المقدسة وإقامة دولة لهم وحدهم سوف يجعل من مجيء المسيح عملية أسهل وأسرع وهذا أمر يتعارض مع ثوابت اليهودية وثوابت المسيحية معا لذلك فهو فكر سياسي بامتياز قام على أساس الترويج لفكر باطل على أنه فكر ديني فضلا عن ذلك فإن قادة الغرب وخصوصا أوروبا لا يريدوا عودة اليهود لذلك فإن البديل المنطقي سياسيا هو الذرائع الدينية الباطلة لدعم إسرائيل لضمان بقائها على حساب العرب والمسلمين أصحاب الأرض ومن المفارقات أن الشعب العبراني الاصلي من نسل ابراهيم عليه السلام لم يعيش يوما واحدا في الأرض المقدسة بمفرده بل دوما كان معه الكنعانيين واليونانيين والرومان وجنسيات أخرى كما أن الشعب العبراني الاصلي يجب أن يحمل نفس جينات وملامح العرب لأن العرب أيضا من نسل ابراهيم عليه السلام ومن الغريب أن تقوم دولة إسرائيل وتكون قيادتها على يد من لهم جينات وملامح أوروبية مخالفة تماما لجينات وملامح العرب ولأن اليهود خالفوا العهد مع الله وهو التزامهم بوصايا وتعاليم التناخ “أسفار موسى الخمسة” فقد طُردوا من الأرض وحكم عليهم الرب بالشتات في كل مكان حول العالم بينما العرب لم يطردوا يوما واحدا من تلك الأرض واليوم تقوم أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بدعم من عاقبهم الله بالطرد لطرد ومعاقبة من لم يعاقبهم الله بالطرد ثم الإدعاء بأن هذا تدين هذه هي العين الواحدة التي تزيف كل شيء لذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب يمثلوا حكومة الدجال بصورة أو بأخرى.
وبالنسبة لمستقبل الشرق الأوسط في ظل الأطماع الصهيونية أود أن أقول لمن يعلم ولمن لا يعلم أن هناك تقديرات بوجود ثروة ضخمة من النفط والغاز في شرق البحر المتوسط تفوق ثروات الخليج العربي من النفط والغاز وهناك صراع إسرائيلي لبناني على أحقية بعض الحقول المكتشفة وبعض الحقول غير المكتشفة بشكل كامل بعد وهناك مخطط لتغيير خريطة لبنان بشكل ديموجرافي وسياسي معا بما يخدم مصالح إسرائيل وأمريكا لذلك لا تنخدعوا بتصريحات إسرائيل وأمريكا حول عدم الرغبة في فتح جبهات جديدة لأن مجئ حاملات الطائرات الامريكية يؤكد خطة فتح عدة جبهات ولكن بشكل متتابع أولاً حماس ثانياً حزب الله ثالثاً سوريا رابعاً كتائب المقاومة الشيعية في العراق خامساً الحوثي في اليمن سادساً تحجيم قدرات إيران العسكرية والعلمية بضربات مركزة والهدف إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط كما قال نتنياهو من خلال توطين الفلسطينيين في مصر والأردن ولبنان وضمان استحواذ اسرائيل على غاز لبنان في شرق المتوسط وعدم وجود أي ميليشيات مسلحة تسليح نوعي يهدد أمن إسرائيل وتدمير جزء كبير من قدرات إيران العسكرية والعلمية وتهديد أمن كلا من الأردن ومصر بتصدير مشكلات وسلاح وفكر حركات المقاومة الفلسطينية إلى داخل الأردن ومصر ، كل هذا لأن تهديد السلاح النوعي في يد حركات المقاومة الفلسطينية وحزب الله في لبنان يهدد العمق والاقتصاد الإسرائيلي بشكل غير مسبوق مما يجعل جدوى بقاء الكيان الصهيوني محل نظر ليهود اسرائيل ولدى الغرب الذي يقف وراء يهود اسرائيل لذلك فإن التصريحات الغربية تتحدث كلها عن ضمان عدم تكرار ما حدث وضمان أمن إسرائيل لأن التهديد الوجودي لإسرائيل أصبح حقيقي لأول مرة من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ذاتها ، مما دفع “بايدن” رئيس أكبر دولة في العالم لأن يروج الأكاذيب بنفسه لحفظ ماء وجه إسرائيل وليبرر تورط أمريكا في العمليات العسكرية من خلال التضخيم في ما قامت به حماس يوم ٧ أكتوبر ، “بايدن” وإدارة البيت الأبيض يتبعوا خطة خداع استراتيجي وحرب إعلامية ونفسية لتحقيق إحباط ممنهج للشعب الفلسطيني بما يدفعه لترك أرضه وفي نفس الوقت هذا الخداع يسمح لأمريكا وإسرائيل بتلقي إشارات ردود فعل حماس وحزب الله قبل القدوم على أي عمل بحري أو بري في كلا من جنوب لبنان وقطاع غزة ، باختصار إنها بداية الحرب العالمية الثالثة لأن أمريكا لم ترسل حاملات الطائرات لأوكرانيا ضد روسيا ولم ترسلها لتايوان ضد الصين ولم ترسلها للخليج ضد إيران ولم ترسلها لكوريا الجنوبية واليابان ضد كوريا الشمالية فهل ترسل حاملتي طائرات لشرق البحر المتوسط فقط لمنع التصعيد ضد إسرائيل من قبل حماس وحزب الله ؟ ، أترك لكم الإجابة ، ربما يبدأ صراع عالمي كبير من هنا من الشرق الأوسط وأتمنى من الله أن يحفظ مصر ويحفظ الفلسطينيين الأبرياء وكل الشعوب العربية والإسلامية وأدعو الله من كل قلبي أن يتوحد العرب والمصريين وأن يتوحد الفلسطينيين جميعا لتفويت أي فرصة لتصفية وانهاء القضية الفلسطينية على النحو الذي تتمناه الصهيونية العالمية واتمنى أن يُجيد الفلسطينين التفاوض بورقة الأمن وحقوق الإنسان وحق إقامة دولة لهم تماما كما تفعل إسرائيل من استعطاف العالم بما قام به النازي ضد اليهود لأن المواجهات العسكرية ضد إسرائيل غير نزيهه والميزان مختل تماما مهما أوتيت حركات المقاومة من قدرات تهدد العمق الإسرائيلي لأن إسرائيل لا تُلقي بالا لحساب خسائرها من السلاح والذخائر أو خسائرها الاقتصادية نتيجة توقف المصانع والسياحة وكافة الأنشطة الاقتصادية بها بسبب المواجهات مع حركات المقاومة لأن أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية يعوضان إسرائيل عن أي خسائر مادية وبذلك يصبح من الحكمة تحقيق مناخ خانق لإسرائيل ليس بصواريخ المقاومة ولكن باصطفاف الشعب الفلسطيني بكامله وراء قيادة حكيمة تختار طريق قانوني ودبلوماسي قوي قادر على إحراج إسرائيل دوليا دون مواجهات عسكرية غير ذات جدوى فحياة الفلسطينيين لا تقل أهمية عن الأرض الفلسطينية لأن إبادة أو تهجير الإنسان الفلسطيني تعني نهاية كل شيء رغم وجود الأرض محل الصراع وهذا يعد انتصار لإسرائيل حتى وإن كان انتصار غير إنساني وغير نزيه وبلا معنى لكنه يحقق مصالحها وهي دولة فوق القانون الدولي وفوق المنظمات الدولية وذلك بحماية الغرب بكامله لها لذلك يجب أن يتحلى الفلسطينيين بالحكمة لأن هناك قضايا لا تحتاج للشجاعة فقط وإنما تحتاج للحكمة بصورة أكبر وختاما أود أن أقول أن هناك شخصيات داعمة بطبعها للاستقرار لا للعنف حتى وإن كان عنف فيه دفاع عن النفس لذلك تأتي ردود فعل هؤلاء متأخرة بعض الشيء ومنصبة بالأساس على تحسين جودة حياة الإنسان المتضرر من العنف مثل تعاطف شخصيات عربية لها شهرة عالمية مع أهلنا في غزة ، ولمن هم متابعون للاعلام الغربي أنتم تعلمون جيدا أن الغرب هذه المرة كان غير متعاطف مع الجانب الفلسطيني خصوصا في بداية الأزمة وذلك على عكس ما حدث في العام الماضي من تعاطف عالمي واسع النطاق مع القضية الفلسطينية لذلك برجاء عدم نقد طريقة تفاعل أي شخص عربي يعيش في الغرب خصوصاً هذه المرة ، هناك أشياء كثيرة عليها علامات استفهام في عملية يوم ٧ أكتوبر في غلاف غزة لهذا بعض الخبراء يقولوا بأنها تمثيلية إسرائيلية لجذب تعاطف العالم والتمهيد لأعمال إسرائيل العدائية تجاه كل الحركات المسلحة في المنطقة فضلا عن جذب دعم مالي وعسكري غير محدود لإسرائيل على مقربة من إيران إلى جانب محاولة الضغط بقوة غير مسبوقة على مصر والأردن في ملف تهجير ما تبقى من أهلنا في داخل فلسطين المحتلة لتصفية القضية نهائيا ، أنا لا أؤكد أن ما حدث يوم ٧ أكتوبر كان عملية مخابراتية إسرائيلية لكني أؤكد أن هناك علامات استفهام كبيرة وكثيرة بدون أي إجابات منطقية حتى الآن ويبدو أن الاجابات لن تتضح قريبا ، وهناك مخاوف لدى أهلنا في الخليج العربي من تبعية وتنفيذ حماس والمقاومة الفلسطينية المسلحة لإيران ومخططات إيران على حساب مصالح الخليج العربي وهناك مخاوف لدى أهلنا في مصر من تمادي إسرائيل في التدمير والقتل داخل قطاع غزة لفترة زمنية طويلة بما يستلزم مواجهة عسكرية حاسمة مع إسرائيل لردعها على حساب اقتصاد واستقرار مصر خصوصا وأن رد الفعل الأمريكي والأوروبي هذه المرة غير مسبوق وينذر باشياء مخطط لها سلفا بعضها متوقع وبعضها غير متوقع خصوصا مع الاتهامات الموجهة لمصر من تخابر على الولايات المتحدة الأمريكية قبل عملية ٧ أكتوبر مباشرة والاتهامات لمصر بعدم السماح للأجانب بمغادرة غزة من خلال معبر رفح رغم استهداف المعبر من قبل إسرائيل ٤ مرات ورفضها لمرور المساعدات الإنسانية كل ذلك إلى جانب الضغط الإقليمي والدولي على مصر لإدخال أهل غزة إلى سيناء لأجل غير محدد المدة الزمنية بالإضافة إلى تصعيد امريكي غير مسبوق بإرسال حاملتي طائرات أمريكيتين لشرق البحر الأبيض المتوسط على مقربة من سواحل مصر وعلى مقربة من إيران ومقربة من قوات روسيا في سوريا ومقربة أيضا من البحر الأسود الذي يفتح الطريق إلى سواحل روسيا ذاتها لذلك فإن الحديث بأن من يقف وراء ما حدث هي مصر أو روسيا أو إيران أمر غير مقبول بالنسبة للكثير من الخبراء ومن المؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية وحلفائهما يعيدوا ترتيب التحالفات وتمركز قواتهم العسكرية عالمياً وفقا لتحديات القوى بين الصين وروسيا من جانب والناتو من جانب آخر ومع تزايد خطر الدب الروسي الذي أصبح شبه منتصر على الناتو في أوكرانيا فإنه من مصلحة أوروبا استدعاء حاملات الطائرات الأمريكية وبقائها في مياه البحر الأبيض المتوسط لفترة ربما تطول لأسباب متنوعة وكثيرة جدا أهمها ردع روسيا والسيطرة على ممرات التجارة العالمية ورسم خريطة لممرات جديدة للتجارة والطاقة على حساب العرب ولصالح أمريكا وإسرائيل وبعض هذه الممرات الجديدة التي يتمناها الغرب تحتاج لتفريغ قطاع غزة من سكانه للحصول على إطلالة القطاع على البحر الأبيض المتوسط ومما لا شك فيه أن مراكز استطلاع الرأي في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية قامت بدراسة ردود فعل الشعوب حول العالم حول حرب أوكرانيا وأكدت تلك الدراسات رغبة شعوب العالم العربي والإسلامي وكثير من شعوب الدول النامية في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية في عودة دور قوي لروسيا في مقابل الناتو ومباركة تلك الشعوب لصعود الصين اقتصاديا وعسكريا في مواجهة الغرب لذلك فإن الغرب عليه أن يكسب بعض التعاطف ويبرر من خلال هذا التعاطف دوره في حربه على الإرهاب كما يدعي ليعيد انتشار قواته حول العالم بما يحقق القدر الأكبر من مصالحه من خلال توافق أو على الأقل مبرر عالمي قوي لما سوف يفعله الغرب في قادم الأيام وهو ما سيجعل الصورة والنوايا الحقيقية تتضح بشكل كبير سواء الهدف الحقيقي من وراء عملية ٧ أكتوبر أو الهدف الحقيقي من وراء تحركات إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بعد عملية يوم ٧ أكتوبر والتي كانت وكأنها معدة بأحكام مسبقا وأهم ما يميز ردود الفعل المبالغ فيها هو إدراك حجم التهديد الوجودي لمصالح الغرب في جدوى بقاء الكيان الصهيوني وعندما يدرك المحتل أن وقت الرحيل قد حان وأن المعادلة أصبحت صفرية بشكل غير مسبوق فإنه يدمر ويسرق قدر ما يستطيع قبل أن يغادر لكي يجعل نجاح الآخر بأكبر قدر ممكن من الخسائر لكن حتى وإن استطاعت إسرائيل الخروج من المأزق الحالي بعدم التورط باجتياح بري في قطاع غزة أو تنفيذها لاجتياح محدود لحفظ ماء الوجه فإنها تدرك جيدا أن سمات الصراع العسكري الحديث حتى مع حركات المقاومة وليس الجيوش النظامية لابد أن يكون فيه قدر ولو بسيط من الطائرات المسيرة والصواريخ وهو ما يهدد وجودها بشكل غير مسبوق بسبب فقدانها للعمق الاستراتيجي ولوجودها في محيط يتأفف من وجودها منذ عشرات السنوات وهي لم تحترم السلام مع أي دولة من جيرانها ولا تريد إلا الهيمنة والتوسع على حساب كل جيرانها حتى مع اعتراف بعض الجيران بها وتعاون البعض معها مثل قطر وتركيا والمغرب والإمارات رغم كل ذلك لازال لدى إسرائيل نظرة استعلاء ورغبة في التوسع والهيمنة والأخذ من الآخر بلا أي مقابل وربما أحد أهم نتائج عملية ٧ أكتوبر هو توقف مفاوضات التطبيع بين السعودية وإسرائيل ولأن السعودية رمز ديني فإن إتمام هذا التطبيع أو توقف هذا التطبيع له دلالات كثيرة سياسيا واقتصاديا ومع بداية الأسبوع الثالث من عملية ٧ أكتوبر لا يوجد تحرك جاد على الأرض لإدخال المساعدات لأهل غزة لكسر الحصار عليهم إلا من جانب مصر ولا يوجد تحرك اعلامي ودبلوماسي جاد لإعادة إحياء القضية الفلسطينية ومسار التفاوض من أجل الحل القائم على إقامة دولتين إلا من خلال المؤتمر الدولي للسلام الذي دعت له مصر بهدف جمع أكبر قدر ممكن من التأييد العالمي على ضرورة وقف أي عنف والعودة لمسار التفاوض لأن المنطقة أصبحت على صفيح ساخن لا يتحمل أي حروب أو توترات أمنية طويلة الأمد تستنزف الجميع وسوف يثبت قادم الأيام أن عدم تورط حزب الله حتى الآن في حرب واسعة النطاق إنما هو لادراكه وإدراك إيران بحجم المخطط الإسرائيلي وحجم الدعم الغربي لإسرائيل هذه المرة فضلا عن أن الحرب بين إسرائيل وإيران مجرد حرب دعائية ووعيد وتهديد من كلا الجانبين ولن ترقى يوما ما لأكثر من إطلاق بعض الصواريخ من إيران على إسرائيل أو بعض ضربات جوية مكثفة من إسرائيل وأمريكا لإيران لمنع امتلاك إيران للسلاح النووي رغم أن إيران أصبحت تمتلك التكنولوجيا اللازمة لإنتاج السلاح النووي ومسألة إنتاجه مجرد وقت ليس أكثر والمتابع لهذا الملف يدرك أن الولايات المتحدة الأمريكية تدير الملف دون مواجهة عسكرية حقيقية على الأرض مع إيران على عكس اجتياح أمريكا للعراق بحجة امتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل وعليه فإن المستهدف الحقيقي والأول والأساسي حتى الآن من وراء رد الفعل الإسرائيلي والغربي على ما حدث في عملية ٧ أكتوبر هم الفلسطينيين والمصريين والأردنيين واللبنانيين وسوف تكشف الأيام القادمة ما هو خفي علينا جميعاً حتى هذه اللحظة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى