ألوان الحب فى قلوب الشيب

كتبت علياء حلمي
يقول الفرزدق:
والشيب ينهض في الشباب كأنه **ليل يصيح بجانبيه نهار.
كان عمّار رجل فى مقتبل الشيخوخة ورغم ذلك كان قلبه لايعرف الشيب فقد كان دائما يمارس الرياضة ويعشق الجري ويحب الموسيقى وريشة الألوان كان يتحدى كل مواقف حياته بالصبر وكان يقرأ الكثير من الكتب وينقدها فقد كان عمار فى السنوات الماضية من عمره يفكر بطريقة تختلف عن شباب كثيرة وقد مرّ بمواقف قد جعلته ينعزل فى بيته فترة من الوقت وفى يومٍ من الأيام فى ليلة ممطرة فى حى من أحياء السيدة زينب قابل سيدة جميلة تصغره بعشرين سنة من قبل فظل يراقبها من بعيد، ولا يمكن أن يتوقف عن التفكير فيها حتى عندما كانت غير محل للتفكير. لقد أصبحت هي حلمه. كان يعتقد أن حبه لها يختلف عما عرفه من قبل.
كان عمّار له زوجات كثيرات ، ولكنه لم يشعر بالحب مع أي واحدة منهم فقد قرر الإنفصال عنهن جميعا فقد كانت حياته معهن رغبةً في تلبية احتياجاته الجسدية والمعنوية ولكنه قد ملّ منهن ومن فكرهن ومن متطلباتهن فهو ينظر للحب بطريقة مختلفة وهذا ماترقبه فى السيدة التى قابلها ، فإن السيدة الشابة كانت مختلفة تماما له. كانت أكثر من مجرد جسد، كانت تجعله يشعر بشيء مختلف، فقد كانت بالنسبة لقلبه هى شبابه الذى فقده فى رحلة الحياة . ومع ذلك، كان عمّار يدرك أن لا يمكن له أن يكون بجوارها، ولا يمكنه أن يتوقف عن الشعور بالحب والرغبة. كان يدرك أن العالم لا يقبل شيئا كهذا، وقد كان هذا واضحا بالنظرات الحادة التي تلقاها من الآخرين وهى كانت تغرم به رغم فرق السنوات فقد كانت ترى فيه القدوة والحنان التى حُرمت منه فى سنوات عمرها.
وأندهشت
من مواقفه معها فى يوم من الأيام، فقد توقف عمّار عن التفكير في السيدة الشابة التي يحبها. قرر أن يعيش حياته الباقية بكل راحة وقد أختار الرحيل عنها وبعد وعوده لها وتمسكها به فقد خلف هذا الوعد وأبدى لها عدم الإهتمام بها حتى تتركه . لم يكن يريد أن يكون وحيدا في كرسي متحرك، وفي نفس الوقت لم يكن يريد أن يؤذي السيدة الشابة الجميلة بسبب رغبته الغير عادية. لم يتوقف عمّار من حب السيدة وكان يراقبها من بعيد ، ولكنه قرر أن يقبل الواقع ويعيش حياته كما يأتي، بدلا من الاستمرار في الحلم.