بروتوكولات آل صهيون بقلم الأديب المصرى د. طارق رضوان جمعة

هناك قرابة حميمة بينك و بين الأشياء.. لحن من الانسجام بينك و بين العالم، توافق عميق بين عناصرك و عناصره.
جميع المفكرين شعروا بوجود إله واحد خفي، و حاول كل منهم أن يعبر عنه بطريقته. في فلسفة شوبنهور كان اسمه “الإرادة ” و في فلسفة نيتشه كان اسمه ” القوة” و في فلسفة هيجل “المطلق” ، و في فلسفة ماركس ” المادة”, و في فلسفة برجسون ” الطاقة الحية” ، و في جميع الأديان السماوية اسمه ” الله” . فكل الخلاف هو خلاف أسماء. و لهذا تقول علوم اليوجا.. لا تحاول أن تسمي ما لا يمكن تسميته.. تأمل.. لا تنطق بحرف.. عليك بالإصغاء إلى صوت الصمت.
قدم القرآن أنقى صور التوحيد و أرقى صورة لوحدة الخالق و وحدة المخلوقات..سبحانه .. ليس كمثله شيء.
لكن تدخل الإنسان أفسد الفطرة التى أرادها الله. وصارت شياطين الإنس أكثر دهاءاً من شياطين الجن. فتجد التجار نجحوا فى خداع النساء تحت اسم الموضة وضرورة تغيير فساتينهن وحقائبهن وأحذيتهن وغير ذلك. وأمتد خداع التجار للرجال أيضا لتستدرجهم فجعلت من الرجل انثى بقصات الشعر البناتي والقمصان المشجرة والبنطلونات المحزقة. وألاعيب الموضة لا تنفذ في الضحك على سذاجة المرأة وإثارة غرورها. مرة تكشف لها صدرها ومرة تكشف لها ظهرها ومرة تشلح لها ساقها ومرة تكشف كتفاً وتغطي أخرى.
فمنذ عهد الفراعنة حتى عصرنا الحالى رحلة تثير العجب وتثير الضحك. لعبة أشبه بلعبة المهرج .
وتنبأ د. مصطفى محمود ذات يوم بأن تظهر موضة جديدة تصنع للمرأة ذيلا طويلا في مؤخرتها .. وان تدور المشاجرات في البيوت .. وتهدد الزوجة زوجها بطلب الطلاق لأنه لم يشتري لها ذيلا لائقا مثل ذيول باقي صديقاتها .. وانها لا تستطيع ان تمشي في الشارع بدون ذيل .. وأن كل الناس يشيرون عليها ويضحكون لأنها فلاحة متأخرة تمشي بدون ذيل. وقد تحققت نبؤته.
بروتوكولات آل صهيون لم ولن تنتهى . فألاعيب الموضة جزء من مخطط مدروس وممنهج .. فهي شيء اشبه بالمؤامرة للسخرية من الانسان واستنزاف وقته وثروته واهتمامه واثارة شهوته وغريزته ليظل في حال حيوانية باستمرار حتى يمكن ركوبه واستغلاله كما يُركب الحمار ويُستغل ويُقضى به الحوائج.
وأكثر الموضات لا هدف لها سوى إثارة الغرائز وتجميل المحرمات.
ولا نلقى بالتهمة كلها على أعناق اليهود فنحن رجال ونساء، آباء وأمهات، مشتركون فى هذا الإنحطاط وكأننا فى سرك للمجاذيب.
إنه لأمر مخجل جدا أن نقارن بين هؤلاء البشر وبين نملة سليمان فى القرآن. النملة التي تكلمت في القرآن و حذرت بقية النمل من قدوم سليمان و جيشه :
( قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده ) 18- النمل.
إن علم الحشرات حافل بدراسات مستفيضة عن لغة النمل و لغة النحل .
و لغة النمل الآن حقيقة مؤكدة .. فما كان من الممكن أن تتوزع الوظائف في خلية من مئات الألوف و يتم التنظيم و تنقل الأوامر و التعليمات بين هذا الحشد الحاشد لولا أن هناك لغة للتفاهم ، و لا محل للعجب في أن نملة عرفت سليمان .. ألم يعرف الإنسان الله ؟
فما رأيك في الآية ؟
( و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) 56- الذاريات
هل كان الله في حاجة لعبادتنا ؟! بل نحن المحتاجون لعبادته .. أتُعبد المرأة الجميلة حباً بأمر تكليف ، أم أنك تتلذذ بهذا الحب و تنتشي و تسعد لتذوقك لجمالها ؟
كذلك الله و هو الأجمل من كل جميل إذا عرفت جلاله و جماله و قدره عبدته ، و وجدت في عبادتك له غاية السعادة و النشوة .
إن العبادة عندنا لا تكون إلا عن معرفة .. والله لا يعبد إلا بالعلم .. و معرفة الله هي ذروة المعارف كلها.
وإذا كانت في الحياة مشقة ، فلأن قاطف الورود لابد أن تدمي يديه الأشواك.
إنما خلقنا الله ليعطينا لا ليأخذ منا. و هو يقول لعبده المقرب في الحديث القدسى : ( عبد أطعني أجعلك ربانيا تقول للشيء كن فيكون ). ألم يحيى عيسى الموتى بإذن الله!ألم يخلق من الطين طيراً بإذنه و يشفى الأعمى و الأبرص بإذنه!
فالله الكريم سمح لنا أن ندخل عليه في أي وقت بلا ميعاد ، و نبقى في حضرته ما شئنا و ندعوه ما وسعنا .. بمجرد أن نبسط سجادة الصلاة و نقول “الله أكبر” نصبح في حضرته نطلب منه ما نشاء . أين هو الملك الذي نستطيع أن ندخل عليه بلا ميعاد و نلبث في حضرته ما نشاء ؟! و في ذلك يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي : أرونى صنعة تُعرض على صانعها خمس مرات في اليوم “، يقصد الصلوات الخمس، و تتعرض للتلف !




