الناقد صموئيل نبيل أديب يكشف اسرار نجاح مسلسل “الدوامة”

كشف الناقد الفني والمستشار الإعلامي صموئيل نبيل أديب عن الأبعاد الفنية والاجتماعية التي ساهمت في خلود مسلسل “الدوامة”، أحد أيقونات الدراما المصرية، والذي عرض عام 1973… جاء ذلك خلال لقاء تلفزيوني في القناة الفضائية تحدث فيه عن براعة المخرج الكبير نور الدمرداش في تقديم عمل لا يزال يحظى بالاهتمام.
أشار صموئيل أديب إلى أن أحد أهم أسرار نجاح المسلسل يعود إلى ابتكار إخراجي استخدمه نور الدمرداش، وهو “استخدام كاميرات سينمائية في ذلك الوقت ولم يستخدم كاميرات تلفزيونية”، وهو ما يعد من أوائل التجارب في الدراما المصرية. وأوضح أن هذه الكاميرات السينمائية تتيح “بعداً بؤرياً أكبر وأعرض” وتهتم بتفاصيل الصورة، مما منح العمل جودة بصرية غير مألوفة للجمهور التلفزيوني في تلك الفترة.
كما ركز الناقد الفني على الأسلوب الإخراجي الذي تبناه الدمرداش، حيث أكد على “الاهتمام بالكلوزات” والتركيز على وجوه الممثلين، لا سيما “عيون الممثل”… وأوضح صموئيل أديب أن هذا التركيز كان يهدف إلى نقل المشاعر الداخلية للممثلين، سواء الغضب أو الحزن أو الانكسار، مما خلق “ملمساً قوياً مع الناس” وجعل المشاهد يعيش حالة عاطفية عميقة مع الأبطال مثل محمود ياسين ونيللي.

وعلى الصعيد القصصي، لفت صموئيل أديب الانتباه إلى نقطة أخرى استخدمها المخرج، وهي مدرسة التشويق الغربية التي كانت جديدة محلياً؛ حيث يبتدئ المسلسل بجزء من الحلقة السابقة ويقطع الحلقة في “قمة التشويق” ليشد الجمهور لمتابعة الحلقة التالية. كما أشاد بالتناغم بين الإخراج المتمكن وكاتب القصة إبراهيم الورداني، الذي وصفه بأنه “أستاذ حرفي” يجيد كتابة القصص المثيرة والشيقة بصورة رائعة.

وفي قراءة متعمقة، تطرق صموئيل نبيل أديب إلى البعد الاجتماعي للعمل، مشيراً إلى أن المسلسل، رغم طابعه البوليسي المشوق، طرح بوادر “الانفصال الأسري وبداية تفكك” في المجتمع المصري بعد حرب 1973. ودلل على ذلك بأن شخصيات رئيسية مثل الشباب الأطباء والصحفي، الذين يمثلون “كريمة المجتمع”، ظهروا في المسلسل دون أي خلفية عائلية أو جذور واضحة، ما يؤكد فكرة “أن ما فيش أصل ما فيش علاقات ما فيش جذور” كرسالة ضمنية تحذر من مرحلة التفكك القادمة.
وبهذه العناصر الفنية والاجتماعية، يظل مسلسل “الدوامة”، بشهادة صموئيل نبيل أديب، عملاً خالداً يمثل نقطة تحول في تاريخ الدراما المصرية.




