كَيْفَ يَعيشُ المُخادِعُ… مُرْتاحَ البالِ؟! بقلم ولاء شهاب

كَيْفَ تَنامُ اللَّيْلَ هادِئًا مُطْمَئِنًّا،
دُونَ أَنْ تَشْعُرَ بِوَخْزَةٍ تُقْلِقُ نَوْمَكَ العَميقَ؟!
كَيْفَ تَسْتَطيعُ العَيْشَ هانِئًا مُسْتَقِرًّا،
وَتَتْرُكُ خَلْفَكَ بَنِي آدَمَ صَريعًا؟!
كَيْفَ حالُ القَلْبِ بِقَسْوَتِهِ، وَظُلْمَتِهِ، وَظَلامِهِ؟!
وَكَيْفَ حالُ الشُّعورِ بِخِيانَتِهِ وَنُكْرانِهِ؟!
كَيْفَ حالُ الغَدْرِ بَعْدَ الأَمانِ؟! وَالخُذْلانِ بَعْدَ الثِّقَةِ؟!
أَلَمْ تَشْعُرْ بَعْدُ
بِأَلَمِ مَنْ أَذَقْتَهُ مَرارَةَ ذَلِكَ الشُّعورِ؟!
أَلَمْ تَعْلَمْ حَتْمِيَّةَ هَلاكِهِ، وَضَياعِهِ دُونَ ذَنْبٍ؟!
فَذَنْبُهُ الوَحِيدُ… أَنَّهُ أَحَبَّكَ، وَآمَنَ بِكَ.
كَيْفَ تَقْتُلُهُ بِدَمٍ بارِدٍ،
وَتَرْقُصُ عَلَى أَنْقاضِ جُثَّتِهِ،
دُونَ أَنْ تُدْرِكَ
أَنَّكَ، وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ، سَتَلْقَى نَفْسَ المَصيرِ؟
كَيْفَ حالُ الدُّنْيا البَغِيضَةِ،
وَقَدِ امْتَلَأَتْ مِنْ أَمْثالِكَ بِالكَثِيرِ؟!
كَيْفَ حالُها،
وَقَدِ انْتَحَرَ الصِّدْقُ فِيها،
بَعْدَ أَنْ هَزَمَهُ الكَذِبُ فِي مَعْرَكَةٍ
غابَ عَنْها شَرَفُ الخُصُومَةِ… وَالضَّمِيرُ؟!
كَيْفَ حالُ إنْسانٍ
سَرَقْتَ مِنْهُ أَحْلامَهُ، وَطُمَأْنِينَةَ قَلْبِهِ،
بِسَبَبِ قِناعِ الخِداعِ وَالزَّيْفِ،
يَرْتَدِيهِ شَخْصٌ نَرجِسي ضَعِيفٌ…
أَتَسَاءَلُ:
كَيْفَ حالٌ؟ وَكَيْفَ حالٌ؟!
وَقَدْ تَمَزَّقَتْ كُلُّ أَوْصالِي،
وَلَمْ يَبْقَ مِنِّي سِوَى سُؤالٍ واحِد…
كَيْفَ يَعيشُ المُخادِعُ سالِمًا… مُرْتاحَ البالِ؟!
ولاء شهاب