مقالات

فنون الفساد والخروج عن الواقع

كتبت علياء حلمي

يحكى أن هناك فلاحا يمتلك أرض على مساحة عشرون فدانا وكان عنده أربع أولاد وكل ولد يختلف عن الآخر فى صفاته وجهده ولكن كان منهم ثلاثة أولاد يعملون بكل جهد ونشاط وكان الأخ الرابع هو أوسطهم وكان يريد أن يمتلك حسابات البيع والشراء ويتجنب أخوته ويتحكم فى خزينة الأرض وحساب المحصول وفى يوم من الأيام تعب الفلاح ومرض مرضا لايستطيع الحركة وأصبح الأربع أولاد هم من يعملوا فى الأرض ومع التجار وفى ظل ذلك كان الأخ المخالف لهم فى الطباع يتفق على صفقات خارجية دون علم إخوته.

بالاتفاق مع مجموعة من التجار كانوا يحاولون شراء الأرض من الفلاح وكان دائما يرفض ذلك فحاولوا إفساد إتحاد الأخوة والحب وغرس الأنانية والطمع بعد معرفة ميول كل منهم وأصبح السيطرة على كل جانب ضعيف حتى حدث نزاع بين الأخوة على فرق المحصول ومعرفتهم بالصفقات الخارجية ودارت معركة بينهم نتج عنها إشعال الأرض وخارج نطاق الأرض مجموعة التجار يتسامرون على إحداث الفرقة ومصالحهم وكان الفلاح المريض بالداخل يبكى دون جدوى على ضياع أبنائه ومجهوده وثروته فى غرس القيم التى انشأ عليها هذه الأبناء واتطرق بالحديث عن الفساد وأشكاله من فساد أخلاقى وإقتصادى وزراعى وتعليمى بأيدينا نحرق بلدنا بكل عمل نؤديه مع بعض الرجال الفاسدة التى تلوث أرضنا بأعمالها ومطامعها الداخلية لتأكل وتملأ بطونها ولاتفكر فى المال العام إنه ملك الدولة ويجب عدم التحكم فيه، كيف ترتدون أقنعة وتلبسون ملابس خارقة وأنتم لاتعرفوا عن البطولة شيئا وقَال اللهُ تعالي : (
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) فهناك من يختلق الأزمات والكوارث حتى تدمر المجتمع ونحن من نعطيهم الفرصة لذلك بنفوس البعض فيجب التصدى لكل مايضر وطننا وأن نكون مسئولين أمام الله دائما ونبدأ بأنفسنا ولاننظر للمصلحة الخاصة ويجب أن نتصدى لذلك فعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا : لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا ” نحن فى معركة بلا أسلحة فيجب الحفاظ على أرضنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى