حكايات العالم السفلى.. الحكاية 23

الصندوق_الخشبي
للكاتب : إيهاب همام
كانت دائماً ما تتصل بصديقتها المقربة (منى) لأنها دائماً تكون وحيدة في غرفتها لا يتحدث معها صديق او قريب عبر الهاتف .
منى لا تدري ما السبب ولا تدري لماذا لا يتصل بها احد رغم انها جميلة ومحبوبة من كل اصدقائها في الجامعة .
حاول عدد من اصدقائها اخذ رقم جوالها و كانت تنتظر اتصالهم والسؤال عليها ولكن لا يتصل احد .
احبها احد زملائها اسمه امجد وكان دائماً يجلس معها بعد المحاضرات يتحدثان مع بعضهما ويتناولان الغداء معاً .
وفي يوم من الايام طلب امجد رقمها ليتحدث معها عند عودتها الى البيت .
ولكن في اليوم الثاني عادت للجامعة ولم تجد امجد وعندما سألت عنه قالوا لها انه انتقل لجامعة اخرى .
حاولت الاتصال على رقم جواله عدة مرات ولكن تجده مغلقاً .
استغربت منى من ما حدث وكيف انتقل امجد من الجامعة دون ان يخبرها ولمذا لم يتصل بها رغم انه اخذ رقم هاتفها ليتواصل معها .
مرت الايام والشهور وتعرفت على شاب اخر وبدأت صداقتها معه تتطور وتتحول الى حب اخذ الشاب الجديد رقم هاتفها ليتحدث معها كل يوم لانه احبها واصبح لا يتحمل فراقها .
ولكن تفاجأت منى بعد ذلك بأن الشاب الذي اخذ رقمها بالامس قد وجد اليوم مشنوقاً في احدى دورات المياه التابعة للكلية.
اصيب منى بالرعب مما يحدث حاولت ان تربط بين الاحداث احست ان ما يحدث للشباب بسبب اخذ رقمها .
ففكرت في ان تعطي رقمها لأي من صديقاتها للإتصال بها لترى ما يحدث لها .
ولكن تراجعت عن رأيها خوفاً على صديقاتها ففكرت في (سحر) اكثر بنت مزعجة في الكلية وكانت تضايق كل زملائها وتسرق كل ما يعجبها من اغراض زملاء الدراسة حتى سرقت ساعة الدكتور المحاضر لأنها اعجبتها .
فكرت منى في استدراجها بعد استراحة ما بين المحاضرات وقالت لها ان احد الشباب معجب بك ويريد ان تتصلي على رقمه هذا .
سألت سحر من هو الشاب الذي سأل منها ولكن رفضت منى ان تخبرها وقالت لها ستكون مفاجأة بالنسبة لك.
وبعد تردد اخذت سحر الرقم .
وفي البيت انتظرت منى اتصال سحر لترى ما سيحدث ولكن لم يرن هاتفها ابداً .
فكرت منى كثيرا وتساءلت هل يا ترى حدث لها مثل ما حدث مع الشباب .؟؟
كانت متشوقة ومتوترة لما سيحدث
وعند وصولها التقت بكل اصدقائها ما عدا سحر سألت عنها قالوا انهم لا يعلمون عنها شي وكانت الدفعة عندما تغيب سحر يكونون في قمة السعادة لانهم سيرتاحوا من ازعاجها ومضايقاتها المتكررة .
ولكن منى لم تطمئن لذلك فأخذت صديقتها لتسأل عنها عند مكتب ادارة الكلية .
فأخبرهم المدير ان زميلتهم سحر تعرضت لنوبة قلبية افقدتها السمع وانها الان ترقد بالمستشفى .
عندها ارتعبت منى وارتعشت مما حدث وربطت زلك برقم جوالها .
وفي اليوم الثاني ذهبت منى لسوق الجوالات باعت جوالها واخذت الشريحة والقتها في احد دورات المياة .
جلست شهر وهي بدون جوال احست بالملل كثيرا خصوصا انها كانت تستخدم الجوال مثلكم بكثرة .
وبعد مضي شهر اشترت منى جوالا جديدا وبطاقة شريحة جديدة وقررت ان لا تعطي رقمها لأحد .
وبعد مرور الايام كانت منى كعادتها تمر بجانب بيت جيرانها وكان ابن الجيران دائماً ينتظرها ويعاكسها ويتحرش بها ولكن كانت تهرب منه وتتجاهله .
وفي يوم فكرت منى في ان تجرب رقم هاتفها الجديد في ابن الجيران لترى ما يحدث له .
حضرت متأخرة من الجامعة انتظرها ابن جيرانها كعادته ولكن اليوم لم تهرب منه بل جاءته بدون تردد وقالت له : ماذا تريد ؟
قال لها اريدك انت فأنا احبك من اول يوم رأيتك فيه وكل يوم اراك في المنام .
قالت له انا لا اعرفك جيداً ولكن لأتعرف عليك اكثر هذا رقم جوالي اتصل بي بعد الثانية عشر منتصف الليل لنتحدث معاً.
لم يصدق الشاب عينيه ولا ما يحدث .
اخذ الرقم في شدة من الفرح وذهب مسرعا .
الساعة الثانية عشر منتصف الليل ولم يرن الهاتف ابدا
تسائلت منى ما يحدث ؟؟
وبعد ربع ساعة تسمع صياح عند الجيران ..
خرجت منى مسرعة من البيت لترى ما يحدث بالخارج وعند خروجها من باب الحوش وجدت كمية من الناس متجمهرين .
اخذت تتسلل بين الناس لترى ماذا هناك فوجدت ابن الجيران قد دهسته احد السيارات المسرعة ومات على الفور ولاحظت الورقة التي كانت قد اعطتها اياه مازال يحملها في يده .
عندها امتنعت منى عن اعطاء رقمها لأي احد كان .
انتهى العام الدراسي وبدأ عاما جديداً وعند اول السنة لاحظت منى احدى البنات اسمها (فريدة) قد انتقلت للدراسة معهم ذهبت منى لتتعرف عليها لأنها تجلس وحيدة ولا تتحدث مع احد حاولت مصادقة الطالبة الجديدة وبعد ايام صارتا صديقتين مقربتين .
حكت منى لصديقتها فريدة ما حدث معها واستغربت فريدة من ذلك وقالت لمنى هذه اغرب قصة سمعتها في حياتي .
قالت لها منى لم يصدقني احد عندما قلت ذلك وقالوا لي اني مريضة نفسياً .
قالت لها فريدة انا اصدقك ولكن بشرط تعطيني رقم جوالك .
رفضت منى رفضاً باتاً بأن تعطي صديقتها المقربة رقم الجوال رقم محاولات فريدة المتكررة .
كل المحاولات باءت بالفشل .
اخيرا اقنعتها بأنه هنالك تطبيق يمكن ان اتحدث معك به صورة وصوت دون ان اخذ رقمك .
قالت منى جربت قبل ذلك وتحدثت مع صديقتي بالفيديو فأصيبت بالعمى .
قالت فريدة لا عليك انا سأجرب ونرى.
بعد تردد وخوف وافقت منى .
وودعت صديقتها كأنها لن تراها مرة اخرى.
وعندالمساء الهاتف يرن لم تصدق منى عينيها انها صديقتها فريدة ..
فتحت المكالمة وظهرت صورة فريدة واخذت تتحدث معها ومنى مذهولة من
ذلك .
تحدثتا كثيرا والى ساعات متأخرة من الليل .
وفي الصورة رأت فريدة ان هناك شخص يجلس بالقرب من منى دون ان تحس به .
سألتها من يجلس معك بالغرفة يا منى ؟
اجابت انه لا يوجد احد انا لوحدي في هذه الغرفة .
وعندما بدأت فريدة التحديق في الشخص الذي يجلس بجانب منى تحرك من مكانه ودخل في الصندوق الخشبي الذي هو خلف سرير منى .
سألت فريدة : ما هذا الصندوق القديم الذي خلفك يا منى ؟
اجابتها : انه صندوق قديم اهداه صديق والدي له قبل وفاته وانا اخذته لأحتفظ به لأن به بعض ذكريات ابي وهذا الصندوق ثقيل جدا لا احد يستطيع ان يحركة من مكان.