الشباب

الكود النفسي… الوجه الخفي الذي يكتب فصول حياتك

دينا عاطف

هل نحن أحرار حقًا في اختياراتنا؟ أم أن هناك نظامًا خفيًا داخلنا يُعيد تشكيل قراراتنا مهما حاولنا التغيير؟

من هذا السؤال الجريء انطلقت د. دعاء عزام في مشروعها البحثي الذي تعمل عليه منذ سنوات، لتقدم ما تسميه بـ “الكود النفسي” — محاولة علمية لفهم البنية العميقة التي تتحكم في سلوك الإنسان وتعيد إنتاج أنماطه الداخلية دون وعي منه.

تصف الباحثة الكود النفسي بأنه «البرنامج الخفي الذي يوجّه أفكارنا وعلاقاتنا وقراراتنا اليومية»، وهو نتاج تراكم من التجارب، والمعتقدات، والانفعالات، التي تتجذر في اللاوعي ثم تتحكم فينا كما لو كانت شيفرة داخلية صامتة.

انطلقت فكرتها من ملاحظاتها في مجال علم النفس الاجتماعي، حيث رأت أن كثيرين يكرّرون الأخطاء نفسها رغم وعيهم بها، وكأنهم يسيرون وفق سيناريو داخلي لا يستطيعون الخروج منه.
ومن هنا، بدأت تطوير إطار بحثي يجمع بين التحليل النفسي وأساليب البحث العلمي، مستخدمة اساليب حديثة ودقيقة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التى تعمل عليه مع فريقها

تؤكد الباحثة أيضا أن مشروع “الكود النفسي” ما يزال في طور التأسيس العلمي، لكنه يمثل خطوة نحو فهم أعمق للعلاقة بين الوعي واللاوعي، وبين الإنسان وذاته الخفية.
وتقول: «حين يبدأ الإنسان في قراءة كوده النفسي، يصبح قادرًا على التحرر من التكرار، واستعادة قراره بوعي جديد، لأن الفهم هو أول أشكال الحرية.»

يهدف هذا التوجه إلى تحويل نظريات علم النفس من مجرد تحليل للماضي إلى أداة عملية لإعادة برمجة المستقبل، ولفتح حوار جديد بين العلم والوعي الإنساني في عصرٍ أصبح فيه التطور فرضا على كل المجالات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى