أرابيست حيث يلتقي العقل الهندسي بالأبداع الموسيقي

بقلم الإعلامية نور صبحي – كندا
في مشهد فني متفرد في كندا، تبرز مؤسسة “أرابست الثقافية” التي أسسها الدكتور مصطفى الشرقاوي، كجسر نابض بين التراث العربى وروح الابداع.
الشرقاوي، أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة جويلف، وواحد من أبرز الباحثين عالميا حسب تصنيف جامعة ستانفورد لعامي 2023 و2024، حيث له اكثر من ١٠٠ بحث علمى منشور بالاضافة الى ١٥ براءة اختراع مسجلة ومفعلة تجاريا. فهو لا يكتفي بإنجازاته الأكاديمية والعلمية، بل هو أيضا مؤلف موسيقي وقائد فرقة قدمت عروضا فنية مميزة تعكس هوية ثقافية غنية وممتدة.
من القاهرة حيث درس الموسيقى في معهد الموسيقى العربية والهندسة بجامعة عين شمس، إلى كندا حيث استقر بعد محطات علمية في أمريكا والخليج، حافظ مصطفى على شغفه الإبداعي إلى جانب مسيرته الأكاديمية. وكان ذلك دافعا وراء تأسيس أرابست عام ٢٠١٦ كمؤسسة غير ربحية تهدف إلى تقديم الموسيقى العربية بأسلوب معاصر يخاطب الجمهور الكندي والعربي على حد سواء من اجل نشر الفن الحقيقى والحفاظ على الهوية العربية.
قدمت فرقة أرابست أكثر من ٣٠ عرضا فنيا على مسارح كندية مختلفة مثل ميدوفيل و الآغا خان ومسرح ماجا برنتس، من بينها عروض مثل موطنى، مقامات، وأوبريت حنين الذى جمع بين التمثيل المسرحى والغناء والذى قام بتأليفه واخراجه. كما شاركت ارابست في فعاليات بارزة مثل كندا داي ومهرجان لومناتو، بالإضافة إلى مشاركتها الأخيرة في مهرجان شهر التراث المصري في ميسيساغا بالتعاون مع أكاديمية الرقص المصري بقيادة الفنانة ندى المصرية.
توسعت رؤية مصطفى لتشمل التعليم والتفاعل المجتمعي، من خلال ورش عمل لتدريب الهواة على الأداء الموسيقي، بالتعاون مع مدارس ومنظمات مجتمعية.
أرابست ليست مجرد فرقة فنية، بل منصة تجسد التلاقي بين الهندسة والموسيقى، بين العقل والإحساس، وبين المهاجر وجذوره. نموذج حي ورائع ومميز على أن الفن حين يقدم بصدق، يصبح لغة عالمية تتجاوز الكلمات.
وهذا النوع من الفنون مانتمنى أنتشاره وإحياء الفنون الأصيله التى تربطنا جميعا بمجتمعتنا.
رؤية الدكتور مصطفى لفرقة أرابست تتجاوز حدود المسرح؛ إنه يحلم بانتشار واسع للفن المصري والعربي الأصيل في كل زاوية من كندا، وتقديم عروض موسيقية ومسرحية تلامس وجدان الجمهور وتخدم مجتمعنا العربي وتعزز هويتنا الثقافية.
ندعو اليوم المؤسسات والأفراد من أبناء الجالية العربية ومحبي الفن الأصيل إلى دعم هذا المشروع الثقافي المُلهم، والمساهمة في نشر رسالة أرابست الفنية الراقية، لأن الفنون لا تزدهر إلا بتكاتف أصحاب الرؤية والإحساس.