شعر وأدب

بدون عنوان ..

بقلم ياسر سعيد
صحفي بالأهرام
” بعض الفضول يقتل صاحبه .. “
هكذا يقال ، لكن ماذا لو كان فضولنا تجاه أنفسنا بدلاً من توجيهه للآخرين ، هل يوماً جربنا أن نتطفل علي ذواتنا فنكتشفها أكثر علي حقيقتها ربما يعيد ذلك ترتيب أوراق حياتنا .. ؟!
،،،،،،
أنفسنا هي خزائن أسرارنا ، كم هي قادرة علي البناء و الهدم .. التحطيم و الصنع ، صندوق أسود مملوء برحلة الزمن الذي هو أصل الحياة ، كل ثانية فيه تتبع التي تسبقها دون توقف أو إبطاء ..
،،،،،،
الفضول هنا يعني الإبحار داخل النفس بحرية تامة و بمنتهي الشفافية حتي لو كانت الصراحة مؤلمة .. ماذا عن عيوبنا قبل مميزاتنا .. ماذا عن الظلام قبل الضوء في أعماقنا .. ؟!
،،،،،،
لحظة التبصر و المكاشفة هي لحظة التحولات ، ينبغي ألا نخاف هذه اللحظة ..
نخضع لذلك الامتحان برغبة و لألمه بتحمل و للخوف منه بشجاعة و للحزن من بعض نتائجه برضا وبإرادة حقيقية في أن نتغير للأحسن ..
حتي مواطن الضياء و النور التي قد نلحظها يجب كذلك أن تسعدنا و تدفعنا للتأكيد علي هذه الصفات الجميلة و الحرص ليس فقط علي بقائها و لكن علي ديمومتها و زيادتها ..
،،،،،،
الشيء المؤكد أنه لا ينبغي أن نخاف من هذا الإجراء ، إنه صراع ملتهب لابد من دخول معركته حتي نجد في نهايته حقيقتنا لا كما تظهر لنا صورنا في المرآة أمامنا .. بل حقيقة تلك النفس التي تسكن داخلنا بكل حلوها و مرارتها ..
إذن .. ثمة تطفل عبقري فيه الفضول ليس بقاتل كما بدأنا ..
قد تتسع في تلك المواجهة الدائرة السوداء فينا إذا ما أخلصنا الصراحة بل و قد تلتهم شيئاً من اللون الأبيض في لحظة تمثل قمة المواجهة و ذروة الصراع ..
المهم أنه مهما اتسعت رقعة لون و ضاقت أخري فالاستمرار واجب دون خوف أو قلق طالما لا زلنا نستمع للصوت الصادر من داخلنا بالنقد و التصحيح و المراجعة و طالما ظلت لدينا القدرة علي الاستجابة له قبل فوات الأوان ، هكذا يكون بعض الفضول ليس فقط حياة جديدة لصاحبه بل أيضاً لكل من حوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى