مقالات
الإعلامية شيماء علام تكتب.. لماذا التنمر على رودينا؟

بمناسبة حادثة وفاة البنت الجميلة جدا رودينا، بسبب تنمر زميلاتها عليها وعلى شكلها وجسمها.
والذي لا يعرف الموضوع بأختصار رودينا … طالبة مصريه في أولى ثانوي بإحدى مدارس الجيزة.
بالرغم من تفوقها دراسيًا وحسن سلوكها، إلا أن وقعت ضحية التنمر الذي يزيد في مرحلة المراهقة.
زملاء رودينا ضغطوا عليها بعبارات حادة، وتنمر على شكلها وجسمها وقالوا لها “إنتي إزاى مستحملة شكلك ده” ؟؟؟ بالرغم إن في الواقع رودينا جميلة الملامح وربما فائقة الجمال ولكن الموضوع كله سوء أدب من زميلاتها مش أكتر.
البنت رجعت البيت وقفلت على نفسها وأنهارت من البكاء
وسألت أختها ووالدها … هو أنا فعلا شكلي وحش زي ما بيقولو!!!؟
رودينا تعرضت لأزمة قلبية وتوفيت في الحال.
انا شايفة كل الناس بتعيب تربية زميلاتها …ونسيو إن ده طابع الحياة إن فيها خير وفيها شر وفيها ناس عندها مبادئ، وبتخاف ربنا وبتراعى الأصول، وناس كالأنعام عايشة علشان تأكل وتشرب وبس … وإحنا مش هنقدر نربيهم ولا نتحكم فيهم، لكن نقدر نربي أولادنا ونزرع بداخلهم أجسام مضادة لمثل هذة الفيروسات المدمرة.
أزرعوا في أولادكم، الثقة بالنفس، بلاش السخرية في قعدات الهزار ولا الجد على شكلهم ولا لبسهم من الولد للبنت ولا من الأكبر على الأصغر ولا العكس.
علموهم يحبو شعرهم الكيرلى المجعد أو الليس الناعم الخفيف القصير أو الطويل بلغوهم أن فى ناس بتسافر بلاد علشان تعمل شعرها كده.
علموهم يحبو سمارهم ويعرفوا أن في غيرهم بيقعد في الشمس ساعات طويلة، علشان يوصل السمار ده ويحبو لونهم الأبيض ويعرفوا أن غيرهم بيصرف على كريمات التجميل الألاف علشان يبقى كده.
يحبو شكلهم الكيرڤى الممتلئ ويعرفوا أنه يوجد ناس حلمهم يبقى كده وأنهم لو خسو جدا يمكن ميبقاش شكلهم أحلى حاجة ويحبو نحافتهم ويعرفوا أن غيرهم بيدفع كتير على الأنظمة الغذائية والأدوية علشان يخس ويوصل لهذا الوزن.
علموهم إن الجبهة العريضة من أهم علامات الجمال والفراسة عند قبائل العرب زى الصغيرة رمز الرقة.
علموهم إن الأنف الكبير رمز العزة عند الفراعنة زى الصغيرة فهي رمز الجمال.
علموهم إن شخصيتك بتطبع على جمالك وأسمك، يعنى لو شخصيتك جميلة وجذابة، هتخلي شكلك حلو، مهما كان شكلك وأسمك، حلو مهما كان اسمك وشخصيتك أنت اللي بتصنعها وبتتحكم فيها، يعنى أن أنت بتصنع جمالك !!!! أنت مش حد تاني.
علموهم إن الجمال نسبي ومتفرحش كتير لما حد يمدحك لأن المفروض أنك متأكد من كده، ومتزعلش لما حد ينتقدك أو حتى يهينك علشان كل إناء ينضح بما فيه.
علموهم يعيشو اللحظة ويتمتعوا بالموجود فى إيديهم وقولوا لهم جايز اللي في خيالكم لما يجي ميرضيكوش.
قولوا لهم اللي مش هيكون سعيد بالوضع اللي هو فيه، عمره ما هيبقى سعيد مهما وصل للى هو عايزه.
احنا مش هنقدر نربي الناس، لكن هنعرف نربى أولادنا على الثقة بالنفس والإيمان،
حصنو أولادكم ضد شياطين الأنس زي ما بتحصنوهم من شياطين الجن.