حكايات العالم السفلى.. بقلم إيهاب همام

الحلقة التاسعة
صرخة ليلية
في منتصف الليل رن جرس الباب ففتح الطبيب مسرعا فوجد رجلا شاحب اللون كبير السن تبدو عليه ملامح جامدة ونظراته باردة جدا . طلب من الطبيب الإسراع كي يكشف على طفله الذي كان طريح الفراش . خرج الطبيب مع الرجل وكان معه سيارته الخاصة ، ظل الرجل يقود السيارة ويمشي في شوارع عجيبة وغريية وانعطف إلى طريق مقطوعة وبدأت علامات القلق تظهر على الطبيب ولكن هدأ بعدما رأى السيارة توقفت أمام منزل وحيد في منطقة زراعية ، دخل الطبيب فوجد المنزل غاية في الغربة كذلك فالدرج خشبي صعد عليه الطبيب للدور الثاني فدخل لحجرة وجد على السرير طفلا مغطى فقال الرجل للطبيب : هذا ابني وهو يعاني من منذ زمن من حساسية على الصدر وقبل أن يكمل الرجل كلامه ، قاطعة الطبيب قائلا :
حساسية ؟!! يجب أن تكشف الغطاء عن وجهه ليتنفس جيدا ومد يده ليكشف الغطاء ولكنه تفاجأ بدمية لطفل . فنظر الطبيب للرجل وقال : ما هذا ؟ ألهذا أتيت بي إلى هنا ؟!!
قال الرجل : هذا ابني يا دكتور فاكتب له على علاج كي يتحسن فقد فقد الحركة منذ ساعتين.
قال الطبيب : يا هذا ! هذه دمية .
تغيرت ملامح الرجل وقال : احفظ لسانك يا دكتور فهذا ابني الوحيد وهو ما بقي لي في الدنيا بعد وفاة والدته ويؤنسنى في وحدتي.
قال الطبيب : عفوا هذا ليس طفلا وكان يجب عليك ألا تفعل بي هذا وصراحة بدأت أشك أنك لص وسأبلغ الشرطة ، ورفع الطبيب هاتفه ولكن الشبكة كانت ضعيفه فخرج من الحجرة ليلتقط شبكة ، وبينما يحاول خارج الحجرة أن يتصل سمع الرجل يقول : لا تحزن يابني فهذا الطبيب مثل زملائه لا يعرف كيف يعالج الأطفال وسيلحق بزملائه العشرين السابقين وسأدفنه في الحديقة بجانبهم وسآتي لك بطبيب آخر يعالجك . نظر الطبيب ناحية الباب فإذا بالرجل يخرج وفي يده سكينا.