مقالات

في أي لعبة رياضية.. صفات المدرب تصنع الفارق

✍️ بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام

في عالم الرياضة، لا يقتصر دور المدرب على وضع الخطط الفنية أو تحديد جرعات التدريب، بل يتجاوز ذلك ليصبح قائداً وموجهاً نفسياً وأخلاقياً قبل أن يكون موجهاً فنياً. من وجهة نظري، أهم ما يجب أن يتوافر في مدرب أي فريق هو المسؤولية، فهي حجر الأساس للشخصية القيادية الناجحة.

المدرب المسؤول هو الذي يعرف كيف يصغي جيداً للاعبيه، ثم يتصرف بحكمة واتزان. وهو الذي يحترم مشاعر كل لاعب وأحاسيسه، فلا يُشعرهم بالتفرقة أو التمييز، حتى لو كان يميل في داخله للاعب أكثر من الآخر. فالمحترف الحقيقي هو من يُبقي الجميع على درجة واحدة من التقدير أثناء التدريب.

المدرب الواعي أيضاً لا يكتفي بتعزيز اللاعب القوي، بل ينهض بالضعيف، فيدعمه ويمنحه الثقة ليجد نفسه قادراً على التحدي والتطور. هنا يظهر الاتزان الحقيقي بين القول والفعل، بحيث يغادر جميع اللاعبين ساحة التدريب برضا كامل، مدركين أن ما يقدمونه هو جهد يُحتَرم، بغض النظر عن مستوى كل منهم.

فالرياضة بالنسبة للاعب ليست مجرد تمرين جسدي، بل تنفيس من ضغوط الدراسة والحياة. هو يأتي للمدرب بإرادته، واضعاً ثقته فيه، مقتنعاً أنه سيجد الدعم والتشجيع ليستمر ويحقق النجاح لنفسه أولاً، ثم لفريقه ومدربه.

لكن الأخطر أن يخسر المدرب لاعبه بتصرفات غير مسؤولة، كالإصرار على الاستفزاز، أو ما هو أشد سوءاً: دَاء الوشوشة، ذلك الداء الذي نهى عنه القرآن الكريم، لأن الله سبحانه وتعالى يعلم أثره النفسي المدمر على الإنسان عامة، وعلى الرياضي بوجه خاص. فالهمس في الأذن ضد لاعب أو التلميح ضده يترك ندبة في نفسه قد لا تزول.

في النهاية، المدرب الناجح ليس فقط من يُخرّج أبطالاً في الملاعب، بل من يزرع داخلهم الثقة والرضا، ويجعلهم يشعرون أنهم في أيدٍ أمينة، وأن الرياضة رسالة سامية قبل أن تكون منافسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى